خربشات في ذاكرة طالب كلية الهندسة جامعة الخرطوم - السنة الأولى (برالمة)- الجزء الأول

الآن نبدأ الرحلة و سأبدأها برحلتي الشخصية و تجربتي في أول عمل تقوم به عند دخولك جامعة الخرطوم و هو اجراءات التسجيل و التي تبدأ بالكشف الطبي في عيادة جامعة الخرطوم أو ما يعرف ب الكلينيك ، رحلتي مع التسجيل غريبة و نادرة و فيها تجارب مفيدة و طريفة و ثرة نوعا ما .بدأ التسجيل في شهر رمضان و حضرت يوم السبت و كان أول أيام التسجيل الى السوق العربي و اتصل بي صديقي من المرحلة الثانوية ليخبرني بضرورة احضار صور فوتوغرافية فلم اكمل المشوار الى الجامعة و توقفت في السوق العربي و تصورت في احدى الاستديوهات و عدت الى المنزل لأن الوقت تأخر و توقعت ان الزحمة في التسجيل ستكون كبيرة فقررت أكسب زمني ، تاني يوم كان يوم الأحد و حضرت الى الجامعة و لم أكن أعلم بمكان الكلينيك فدخلت الكلية و وجدت أحد أصدقائي من المرحلة الثانوية "سنيرنا" فوصف لي الطريق و طبعا البرالمة بخافو من السؤال ، خوفا من " البرلمة" البعبع البواجهك و انت داخل أولى جامعة و بالذات هندسة ،فوصلت الى الكلينيك و وجدت الصفوف تسد عين الشمس و أول مشهد انتبهت له هو طلبة يحملون علامات و اتضح لي من الورقة التي وزعوها أنهم من حركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين و الذين اتضح لي فيما بعد أنهم الممثل للحركة الاسلامية في السودان و حزب المؤتمر الوطني الحاكم و كانت محاولة منهم لاستقطاب الطلاب مبكرا بتسهيل اجراءات التسجيل لهم ، تجاوزت الموقف و استمريت في الاجراءات الى ان وصلت لمرحلة استلام الملفات فوجدت الصف يتمتد مسافة 5 أمتار ثم يلتف كلعبة الثعبان في هواتف النوكيا و يعود مرة أخرى لينتهي بكراسي على شكل مصفوفة بها 3 اعمدة و 6 صفوف . فقررت العودة و لكن فجأة نادى علي صديقي من المرحلة الثانوية فاستأذنت من الشخص الذي خلفي في الصف أن يحفظ مكاني و ذهبت لألقي التحية و قال لي : "ياخ اسمع الصف دا كدا ما بتصل ، انت بس أصبر لمن يندهو الناس القدام الكراسي بتطاير أمسك ليك كرسي و أقعد " فعملت بنصيحته حتى أصبحت في الصف الذي أمامه و استلمت الملف و كنت رقم 10 في ميكانيكا و لكن قبل ذلك جاء عميد كلية الهندسة و كان وقتها دكتور عبد الله خوجلي و مع ابنته و كانت دفعتنا فتجاوز الصفوف و استلم ملفها و اذكر وقتها انه احتد معه أحد الزملاء فصرخ به حتى ذكرني أيام الثانوي و كانت أول موقف مع الواسطة و السلطة في الجامعه اذا العميد القدوة بعلم الطلاب كدا في أول يوم ليهم في الجامعة ، اكملنا الاجراءات حتى تبقت لنا مقابلة الطبيب و اشتد الحر و كنا صيام فكان يوما عصيبا فقيل لنا ان الطبيب غادر و تعالو بكرا ، فعدنا في اليوم التالي الاثنين و انتظرنا الطبيب و انتهينا من المقابلة و عدنا للكلية لاجراء المعاينة فدخلنا المعاينة و سألوني رغبتك ليه ميكانيكا مع انه كان ممكن تدخل كيميائية، نسبتي كانت بدخلني ، فأوضحت للمعاين أنها رغبتي من السنة الثانية في المرحلة الثانوية و اتضح لي من شكل الحوار أن المعاينة عبارة عن تمثيلية سخيفة لتحديد رسوم الدراسة للطلاب ، فانتهيت من المعاينة و خرجت لأسدد الرسوم فاذا صف لا يتعدى ال5 بنات و ولد و أنا خلفه و عندما وصلت الى أول الصف أخبرني الموظف أن ميكانيكا عند الموظفة التي لم يكن أمامها أي صف فذهبت اليها فردت : " أنا خلاص بعد دا ماشة أصلي و بعد داك ماشة البيت ، تعال لي بكرا " و أنا كنت صايم و تعبان فما عرفت أرد ليها أقول ليها شنو شلت ورقي و القروش و رجعت البيت و حلفت ما أرجع تاني الا الأربعاء ، فمشيت الأربعاء و اللي صادف آخر يوم في تسجيل المستويات من الثاني و حتى  الخامس و زحمة غريبة فسجلت اسمي في ورقةو كنت رقم مائة و تسعة تقريبا ان لم تخني الذاكرة و انتظرت حتى الساعة الثانية ظهرا فاذا دخل من الورقة رقم 30 ففقدت الأمل و عدت الى المنزل و قررت أن أكمل يوم الخميس ، فحضرت مبكرا صباح الخميس و كنت رقم 12 في الورقة و كان آخر يوم لي في رحلة التسجيل و في نهايته قابلت صديقي و كان قبل في معمار و وجدته يحمل بوردا من "الموسنايت"من النجار ليعمل المعاينة و ذهبت معه حتى دخل المعاينة و ودعته و رجعت الى المنزل  .  أول يوم في الدراسة 20-10 -2007 :طبعا زي أي برلوم تسمع كثيرا و تطبق كثيرا آراء الناس القدامك ، يا ود ما تلبس جديد عشان ما يعرفوك برلوم ، يا ود ألبس جديد انت برلوم عيش الأيام دي تاني ما بتلقاها ، المهم كان جو غريب فجيت الجامعة و منتظر قدام القاعة و طبعا نحن عملنا فيها حرفة فجينا قبل يومين من الجامعة تفتح شفنا الجدول و عرفنا أماكن الحتات الممكن تتبرلم فيها عشان ما نسأل أي زول لمن ننزل ، فوقفت قدام القاعة و راجين المحاضرة و خايفين من انو يجي زول يبرلمنا المهم دخلنا القاعة و كان احساس غريب بعد المدة الطويلة في الاجازة و التغيير انو في بنات في القاعة و مافي طابور و مافي زي موحد يعني كانت نقلة و البنات حيقعدو وين و كيف ؟؟ كلها تساؤلات و الشحن النفسي من الحلة و الدكان و الشباب أها"حتخلط متين و حتشيل رقمها و كان دا أكبر آمال الشباب و الونسة كانت كلها عبارة عن كدا أول أيام " فبعد داك دخلنا و دخل المحاضر و كان منظر غريب المهم عدت المحاضرة الأولى و كان فيها احساس كورس كورس كدا أكتر من جامعة و قراية و برنامج زي دا ." أول تمرين "تيوتوريال" و تيوتر :قصصي مع التيوترات و التيوتوريال كتيرة و لكن أول تيوتوريال كان مميز صراحة فكنا ما فاهمين يعني شنو تيوتوريال و يعني شنو تيوتر المهم كان عندي سنير في زراعية سألتو وراني المصطلحات دي بتعني شنو و كدا لكن لمن مشيت و كنت متأخر شوية ، فلقتيت ناس جروبAما كلهم قاعدين ، كنا مقسمين مجوعتين اي و بي حيث اي فيها ميكانيكا و زراعية و تعدين و مساحة ونفط و بي فيها كهرباء و كيميائية و مدنية ، فاكتشفت انو نظام التيوتوريال انو بكونو ناس القسم بس معاك فدخلت و كان لسة ما بتعرف الناس كويس يعني ديل ناس ميكانيكا وكدا فاتكيفت للفصلة دي لكن في نفس الوقت فوجئت بي انو الناس دي ساكتة تماما و صوت المروحة لافة مسموع بي وضوح و الناس دي منططة عيونها انا قلت بس خلاص دا اختبار و السنير داك ضيعني و جيت قعدت و بديت أحاول أحل و أنا ما كنت فاهم حاجة بعد شوية الناس بدت تفك و تسأل التيوترات الجو بدا يجوط شوية فالمهم بعد داك في النهاية كدا قالو في Quizو اللي كان مصطلح جديد على الناس وقلنا دا شنو قالو دا سؤال بتسلم و التمرين ممكن ما تسلموه فطلع مسألة صعبة كدا كانت و زمنه 5 دقائق و كان حاجة تعجيزية فبديت أكتب فيه في ورقة فلوسكاب و كتبت اسمي و القسم و السؤال و ما عرفت أحل المسألة طبعا فاستخسرت أجمع الفلوسكاب دي كلها فاضية فقطعت الورقة لي ورقة واحدة و الورقة الواحدة زاتها قسمتها النص فمنظرها بقى عجيب فلمن جا التيوتر يستلم الورق و لقاها كدا فقام جدعها و قال لي دي روشتة هاك ليها و رماها ، فطبعا الموقف دا كان مزعلني جدا لي وقت قريب يعني و بداية حساسية علاقتي بالتيوترات كان .أول معمل كيمياء : كان في كيميائية و كان لازم تجيب لابكوت و كدا و كان جميل صراحة لأنه عبارة عن تطبيق لي حاجات الثانوي و عموما الأساتذة كانو من الكلية زاتهم فكان تعاملهم أحسن بي كتير من التيوترات الكان أغلبهم من اسكول .أول معمل فيزياء : كان في علوم و مشينا لحدي علوم و طلعنا و قالو دايرين كراسات كدا و ورونا قوانين المعمل و التجارب و الدرجات فكان تجربة جميلة برضو و كان في سنتنا الدكتور المسؤول من المعمل اتوفى و جابو بدلو دكتور هباني و كان زول طريف جدا .الناس في السنة الأولى كانت منقسمة حسب الفئات ال3 يعني التصنيف بدا سريع لكن كان في حاجة مشتركة بتلم الناس كلها و هي البلياردو فكان بلعبوها ال3 فئات و كان البرالمة بمشو يلعبوا في اقتصاد بالذات الما كانوا بجيدوا اللعبة فبمشوا يتعلموا هناك و اذا اطور مستواك ممكن تجي تلعب في القذافي ، النشاط الثقافي و السياسي كان عبارة عن ندوات و استقبال للطلاب الجدد كان اتعمل في الميدان الشرقي و كان الدخول بالبطاقات و كان جايبين فرقة بتاعت كوميديا و في نهايته جابو فنان و على ما أذكر الناس امتعضت منه و مرقت خلت الحفلة و رجعت بيوتها .النشاط السياسي ما كان باين شديد في الفترة الأولى لكن الموضوع كله بدأ مع نهاية السمستر لكن الفترة ديك كان الاتحاد مكون من تحالف القوى الوطنية الديمقراطية و كانت نهاية دورته و كان في خطاب الميزانية و كان قامت شكلها لكن وقتها احتكاكي بالسياسة الجامعية ما كان قوي فما كنت ملم بي تفاصيل الموضوع و لكن السنة كانت من غير اتحاد تقريبا و الحاجة الوحيدة الاتعملت هي انتخابات الجمعية الهندسية و كان في قائمتين متنافسات واحدة تابعة للاتحادي الديمقراطي و التحالف و التانية غير منظمين سياسيا و بتذكر كان صوت للقائمة المنظمة فأصحابي جاطوا معاي وقتها و لكن في النهاية فازت القائمة التانية اللي كان فيها واحد من ميكانيكا 07 و كنت بتذكر صوت ليه براه و صوت لي باقي القائمة ديك و كان النظام دا مقبول بشرط انك ما تتجاوز ال30 و اللي هو العدد الأقصى للجمعية الهندسية .دي تقريبا أهم أحداث الفصل الأول و باقي أحداث الفصل الثاني كان أهمها دوري المستوى "شامبيونز ليغ 07 " و تفاصيله في الجزء الثاني ان شاء الله ...

سبتمبر 2012