السبت، 23 فبراير 2013

فارس أحلام "محاولة قصة قصيرة"

هذه القصة مهداة الى صديقة عزيزة


كان يا مكان في قديم الزمان اميرة جميلة اسمها أحلام



تسكن أحلام في بيت جميل له اسوار من الزجاج الملون و الزخارف الاسلامية الجميلة و بيتها يقع في منتصف غابة كثيفة الاشجار حبسها فيها والدها الملك خوفا عليها من ان يتزوجها او يخطبها احد الفرسان لانه كان يحبها جدا و متعلق بها و لكنه حبسها و اصبحت كالعصفور المحبوس في قفص ذهبي سلبت منه حريته و العصفور لا يهتم لجمال القفص سواء كان حديدا او صفيحا او من الذهب و الالماس فهو لا يعرف كل هذا و لكن تهمه حريته و عانت أحلام و لكنها كانت اصغر اخواتها و كانت تحب الملك والدها جدا فلم تعارضه و لم تشكي له حالها.........



و على هذا الحال مر عقد من الزمان و صارت أحلام اميرة و في مقتبل عمر الزواج و كانت لها اخت اسمها إلهام و كانت تحبها جدا و اختها ايضا تحبها و لكن و فجأة و من دون حسبان حصل امر لم يكن في بال أحلام



دخلت المملكة في حرب مع مملكة مجاورة و مملكة والد أحلام ليست مملكة حروب و سيطرة و لكنها بلاد مشهورة بجمالها و عمرانها الجميل و راحة رعايا ملكها و طيبته و كرمه لكن عيبه الوحيد كان حبه المبالغ فيه لابنته



..................................


و في ظل هذا الامر الخطير و جيش الملك ليس بقادر على مواصلة المعركة جاءت مملكة صديقة للملك و عرضت المساعدة مقابل ان يتزوج امير تلك المملكة احدى بنات الملك الثلاثة و كانت الكبيرة قد تزوجت قائد الجيش و لم يتبق سوى أحلام و المتوسطة .....فاحتار الملك و لكنه قبل العرض باعتبار انه سيزوجها للمتوسطة و لان أحلام لم يسمع بها احد و مرت الايام و الامير يصول و يجول في المعارك و معه قائد الجيش زوج الاميرة الكبيرة و حققت المملكة انتصارات متتالية مكنتها من دحر الاعداء قليلا و لكن و بفضل العيون الملك و في احدى زياراته لأحلام ...


تتبعته عيون الاعداء و علمو بأمر المنزل الذي تقطنه أحلام و بلغوا ملكهم و بالفعل و قبل ايام من المعركة الفاصلة و في ظل التقهقر الواضح للملك الغازي قرر استغلال الفرصة المواتية له و ارسل كتيبة من الجند بقيادة امهر فرسانه و رماته و تحركت القوة و تسللت الى منزل أحلام  الذي لم يكن مؤمنا جدا بسبب سريته العالية و للاقاويل المحيطة بتلك الغابة و ان من يدخلها لا يخرج منها حيا
.......


...........

و في الوقت الذي ارتفعت الاستعدادات في معسكر جيش الملك و الروح المعنوية كانت عالية بسبب الانتصارات المتتالية لقائد الجيش و للامير الحليف و تم اعداد الخطة للمعركة الفاصلة و اثناء مناقشة الخطط النهائية جاء رسول من الملك يأمرهم بالانسحاب وفي وسط ذهول من الجميع ركب الامير الحليف جواده و اخذ معه قوة من جيشه و طلب من قائد جيش الملك عدم افشاء السر و انه ذاهب ليستفسر من الملك حقيقة طلبه الغريب


و بالفعل و انطلق الامير في جواده الابيض و معه قواته الى الملك و عند وصوله رفض الملك مقابلته و بعد ان الح قابله الملك و صارحه بحقيقة الامر و ان له بنت اخرى اسمها أحلام ولا احد يعلم بها و انها قد خطفت و انه علم ان الملك الغازي طلب الاستسلام و تسليم المملكة في سبيل ارجاعها و ضمان سلامتها و لكن الامير اقنع الملك انه سيعيدها شرط ان يتزوجها و ان الجيش سيخوض المعركة و انه سيرجعها قبل بدء المعركة و لكن الملك اصبح في حيرة من امره لان اختها الهام الوسطى ستظلم و لكن الملك لم يجد من الامر مفرا و بكت الاخت الوسطى و حزنت حزنا عميقا لانها احست ان اختها الصغيرة تسرق كل شئ منها كل ما تلمسه الاخت الصغرى يصير لها و اغلقت باب غرفتها و طلب الامير من الملك الاسراع في الرد و ووافق الملك على مضض و وعده الامير ان كل شئ سيكون على ما يرام



...


و في حجرة مظلمة جلست أحلام و هي مكبلة و فاذا بخيط ضوء رفيع يتسرب الى عينيها المغمضتين و انفاس شخص احست انها تعرفه من قبل ان تولد و همسات صوت طرقت ابواب قلبها و منحتها الحرية التي فقدتها منذ زمن و قبل ان تضحك أحلام فاذا بها تفيق على صوت غاضب ايقظها من منامها فاذا بها تجد حارس زنزانتها يصرخ و يصيح بها بان تصحو انه وقت فطورها




نعم كانت تحلم أحلام و تكرر هذا الحلم مع أحلام الى ان رأت الشاب في اليوم الثالث فاذا به شاب قوي فارس مهيب حسن الوجه و الادب يقف امامها عرفته من خلال خيالها ويقول لها بصوت مرتجف اانت أحلام؟؟



فردت بصوت اكثر توترا و كان يملأها الخوف من ان تكون ما زالت تحلم و ان تصحو فتجد ذلك الحارس البغيض يريد ان يوقظها فردت




من أنت ؟ و كيف تعرفني و هل انا احلم ؟؟؟ وسالت دموع أحلام"




و لكنه مسح دموعها و اذا فجأة بضوء شديد يجهر عينيها الجميلتين و احست بيد قوية و لكنها تمسح دموعها و برقة لمسة الفراشة بتلات الورود و كررت في جزع من انت؟ فاجابها انا امير مملكة الجنوب المجاورة و قص عليها الحكاية و لكن أحلام  ما لبست أن فرحت الا و بكت مرة اخرى


>>>>>>


و مع ظهور الاشارة المتفق عليها بدأ الهجوم و دارت معركة قوية بين الجيشين و استمرت لاربعة ايام و انتهت بانتصار قائد الجيش و الامير و هزيمة الملك الغازي و تشتيت جيشه و تفريق قوته و اسر عدد كبير منهم




و شهدت البلاد افراح عظيمة بعودة الامن و انتصار الجيش و اقام الملك مأدبة بمناسبة عرس الاخت المتوسطة من الامير و لكن ليس ذلك الامير بل اخاه الاكبر بتوصية من الامير و لانه وعد الملك بان الامور ستصبح بخير و لانه وعد أحلام في ذلك اليوم:



بعد ان بكت أحلام قال لها : لا تبكي لقد اعجبت بك انت


قالت أحلام : لا اختي ستكرهني



قال لها : لن تفعل


اختك ستسعد سأزوجها اخي الاكبر انه فارس مغوار و ولي عهد مملكتنا


ما قولك؟؟




سكتت أحلام و ظهرت بسمة خجولة على ثغرها و احمر خدها خجلا






بعد ذلك الحوار اعاد الامير أحلام الى الملك و استأذنه ليأمر باستمرار القتال و الذهاب للقضاء على الاعداء فأذن له الملك لرغبته في النصر و لانه احس بامكانية مقتل الامير في اعماق قلبه لانه ما زال لا يريد فقدان أحلام


..................



و في ذلك اليوم الذي اقيم فيه الاحتفال بزواج الاخت الوسطى صارح الملك الامير بسره و انه تمنى موته فعذره الامير و ضحك طويلا و قال لقد احسست بذلك وقتها و لكني هأنذا ساخذها زوجة لي رغما عنك و ضحك الملك و ضحك الامير و قال له اعذرني و لكني احبها جدا و انت تعلم مقدار حبي لها فقال له الامير انها تستحق ذلك و لكني ساحفظها و اراعيها و اريد ان اخبرك اني نويت الاستقرار في مملكتك حتى تكون أحلام بالقرب منك فغمرت السعادة الملك




و بعد ذلك الحوار الذي دار بين الملك و الامير شهدت البلاد اكبر عرس في تاريخها و وزعت الهدايا على كل بيوت المملكة و عمت المملكة افراح عظيمة و تزوج الامير من أحلام و احست  بسعادة غامرة و فرحت فرحا شديدا و فجأة سمعت أحلام صوت زوجها العجوز ذلك الصوت المرتجف قادم من بعيد "يا أحلام ألم تنتهي من القصة بعد لقد نام احفادك هيا بنا يا عزيزتي الى النوم و اخذت أحلام بيد زوجها و أطفئا نور المصباح و ذهبا الى غرفتهما و ضحكا طويلا


.
.
.
.
.
.


انتهت


 بقلمي
سامح مبارك
 فبراير 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق