السبت، 23 فبراير 2013

غروب العيد من شارع الستين -اكتوبر 2012

الشمس تميل الى المغيب و بواقي الضوء و ذلك اللون الذهبي المتألق في الأفق و انعكاس آخر بقايا الأشعة في أطراف السحاب المتناثر في السماء و هدوء نسبي يطبق على المكان ، عدا صوت ماكينات السيارات و عوادمها و منظر الأمتعة و الحقائب و بعض الركاب في صناديق السيارات مع الأمتعة بعد العودة من رحلة طويلة الى "البلد" و بعد قليل تداعبني بعض نسمات الهواء الساخن نسبيا او فلتقل سموما كما اعتدنا تسميته و لكنه سموم وقت الشفق ، فأتنبه للشارع من جديد ، انها عودة الحياة الى الخرطوم بعد أيام العيد ، مع روائح بقايا الذبائح و الأضاحي و مخلفاتها ، فأتقدم قليلا و أتأمل في الأرض فببقايا و آثار تدلل على وجود خراف العيد و القش و مخلفاتها ، فهل يا ترى بيعت و ذبحت كلها ، أو بيع جزء و عاد الراعي بخرافه الى أطراف المدينة منتظرا موسم عودة الحجيج ليضاعف السعر مرة أخرى ، لا أعلم ، و بعد خطوات تجد "ست الشاي " و "بتاع العصير " بدئوا في اعداد أماكنهم للعودة للعمل و رتبوا كراسيهم و نظفوا أوعيتهم و المكان نظيف تماما ، عكس المكان الذي يسبقهم بأمتار حيث بقايا الحيوانات ، تداخل غريب بين المدينة و الريف ،هل انتقل الريف الى المدينة ، في رصيف شارع الستين، تجد المجتمع القروي الريفي بين الرعاة و المواشي و "ست الشاي" و خلفهم مباشرة المنازل الفاخرة و السيارات حديثة الطراز الفارهة و ذلك الاندماج السلس بين مكونات الريف و المدينة ، تداعبني نسمة هواء ساخنة فأتنبه من جديد الى الطريق و أواصل المسير من جديد.و أترك التفكير في غروب شمس العيد في الخرطوم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق