الشمس تميل الى المغيب و بواقي
الضوء و ذلك اللون الذهبي المتألق في الأفق و انعكاس آخر بقايا الأشعة في
أطراف السحاب المتناثر في السماء و هدوء نسبي يطبق على المكان ، عدا صوت
ماكينات السيارات و عوادمها و منظر الأمتعة و الحقائب و بعض الركاب في
صناديق السيارات مع الأمتعة بعد العودة من رحلة طويلة الى "البلد" و بعد
قليل تداعبني بعض نسمات الهواء الساخن نسبيا او فلتقل سموما كما اعتدنا
تسميته و لكنه سموم وقت الشفق ، فأتنبه
للشارع من جديد ، انها عودة الحياة الى الخرطوم بعد أيام العيد ، مع روائح
بقايا الذبائح و الأضاحي و مخلفاتها ، فأتقدم قليلا و أتأمل في الأرض
فببقايا و آثار تدلل على وجود خراف العيد و القش و مخلفاتها ، فهل يا ترى
بيعت و ذبحت كلها ، أو بيع جزء و عاد الراعي بخرافه الى أطراف المدينة
منتظرا موسم عودة الحجيج ليضاعف السعر مرة أخرى ، لا أعلم ، و بعد خطوات
تجد "ست الشاي " و "بتاع العصير " بدئوا في اعداد أماكنهم للعودة للعمل و
رتبوا كراسيهم و نظفوا أوعيتهم و المكان نظيف تماما ، عكس المكان الذي
يسبقهم بأمتار حيث بقايا الحيوانات ، تداخل غريب بين المدينة و الريف ،هل
انتقل الريف الى المدينة ، في رصيف شارع الستين، تجد المجتمع القروي الريفي
بين الرعاة و المواشي و "ست الشاي" و خلفهم مباشرة المنازل الفاخرة و
السيارات حديثة الطراز الفارهة و ذلك الاندماج السلس بين مكونات الريف و
المدينة ، تداعبني نسمة هواء ساخنة فأتنبه من جديد الى الطريق و أواصل
المسير من جديد.و أترك التفكير في غروب شمس العيد في الخرطوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق