يا عب " و " انت ماشة تجرجري كرعينك كدا متل الخادم" و "
العب دا لعااااااااااااااب " و " سمعت أمبارح ناس مدني قالوا قتلوا العبيد
ديل كلهم و رموهم في الحتة الفلانية كمان يحتلوا هجليج" و " بالله عليك
الله شوف العب باقان دا منفخ كيف لاقي التكييف دا و القروش ما بيسمن كيفن
؟؟ "
الجمل دي بتكون طقشت أضان أي واحد فينا في يوم من الأيام في المواصلات ولا في البيت ولا في الدكان لمن جايي يشتري حاجة و اغلبنا لو ما ضحك و ما وافق على الحاجة دي فببتسم ابتسامة خفيفة و بيحاول يبعد نفسه من حتات النقاش الزي دي
لكن مافي زول بيعارض ولا بعلي صوته و يقول لأ ديل بني آدمين كرمهم الله و كلنا عبيد لله و متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ولا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى مافي زول بقول الكلام دا .
الظاهرة السيئة دي بقت منتشرة في المجتمع السوداني بصورة واسعة و في الحقيقة هي ما بدت الليلة ولا أمبارح مع أحداث هجليج لكن الموضوع دا قديم فبدايات الرق في تاريخ السودان فبدت من عهد الممالك النوبية القديمة و في التاريخ الحديث بدت مع الزبير باشا رحمه و رحلاته التجارية و كان بيستغل الرق كجنود ليحموا التجارة بتاعته و بيبعهم و يشتريهم و خلافه و كانو موجودين في دولة الفونج و طبقة كانت من مكونات المجتمع و ما زالت لوقت ليس ببعيد فبقولوا ليك ديل رقيق شايقية و ديل رقيق جعلية و بتلقى أساميهم زاتها على أسامي أسيادهم يعني العجب سيده و خلاف هذه الأسماء و الظاهرة دي انتهت الحمد لله من المجتمع بتحرير أغلب الرقيق و اندماجهم في المجتمع و الموضوع دا قريبا ما تتخيلوا الكلام دا في الفترة التركية ولا الانجليز لا بعد التحرير و لغاية أوقات قريبة في الثمانينيات كانوا موجودين حسب علمي .
دا بالنسبة للظاهرة بالمعنى الحقيقي ليها كرق حقيقي لكن المشكلة الآن من وين جات تسمية عب و عبد لي شخص حر بس من خلال سحنته و ملامح وجهه و لونه , لو رجعنا لي بدايات الموضوع دا على حسب علمي كانت في فترة الحكم التركي و فيها ظهر الهوس بتاع الجذور العربية و أجدادنا الأمويين الجو فارين من العباسيين و العباسيين الجو مطاردين الأمويين انا هنا ما بنكر انو دي حاصلة و حقيقية و عندنا جذور عربية أموية أو عباسية و حتى الأشراف موجودين لكن التضخيم و السعي وراء الموضوع دا للتقرب من الأتراك و الدولة العثمانية باعتبار أنهم من العرب المسلمين و عقبه بعد ذلك فترة المهدي و كلنا نعرف الخلافات بين "الأشراف" أقارب المهدي و أصحاب الراية الحمراء و أقارب الخليفة عبد الله التعايشي أصحاب الراية الحمراء و رفضهم لخلافة عبدالله التعايشي و قيام الأخير بتوطين أهله و أقاربه في امدرمان بعد توليه الحكم من بعد وفاة الامام المهدي و الصراع دا ظهر في ارسال الخليفة عبد الله التعايشي لقيادات الراية الحمراء في مهام انتحارية كغزو مصر و غزو الحبشة مما أدى الا القضاء على أغلب قواتها و قياداتها و أبرزهم الأمير عبد الرحمن النجومي أحد أبطال معركة تحرير الخرطوم و تهور الخليفة " ان عد تهورا" لم يره الكثير من الأشراف الا محاولة لاقصائهم و القضاء عليهم و هو ما شكل حساسيات كبيرة بين الجانبين و أدى الى ظهور مسألة التنابذ بالرق و خلافه و ظهورها و تأججها و مضى هذا الموضوع الى فترة الانجليز و حتى بعد الاستقلال و لكنه قل قليلا مع ظهور الطائفية و الاحتماء بها و لكنه ظل ضاربا جذوره في المجتمع السوداني في مسائل الزواج و العلاقات الاجتماعية و تسبب في الكثير من المشاكل و ما زال يتسبب فيها الى يومنا هذا , الطائفية و التي حاربها المفكرين في تلك الحقبة و منهم الأستاذ عبدالخالق محجوب و الأستاذ محمود محمد طه و حتى الأخوان المسلمين "الكيزان" في ذلك الوقت كانت مرتبة أعلى من القبلية و الصراع القبلي ظهر و كل قبيلة كما ذكرنا تدعي نسبها الى الجهة الفلانية العربية أما من لم يستطيعوا نسب أنفسهم فلم يسلموا من نار الألسن و اشارات الأصابع و العبارات التي ذكرناها, و أما في أيامنا الحالية فظهرت الظاهرة من جديد فبتفتيت و اضعاف الطائفية و سياسة التمكين عادت قبلية جاهلية فحتى اليوم لم يجب أحد مثل علي عبد اللطيف على الانجليز أصحاب سياسة فرق تسد عندما سألوه ما جنسك فأجاب انا سوداني و لكننا اليوم نسأل سؤال الانجليزي في كل أوراقنا الرسمية فتجد خانة " القبيلة : _______"
ما سأله المستعمر بغرض الذل وا لاهانة اليوم نسأله في أوراقنا الرسمية و هذا حال الدولة فكيف بالشعب البسيط .
أنا لست مع تزاوج الأجناس و القبائل و فرضه ليحدث نبذ العنصرية و لكن فقط الاحترام على أقل تقديره و التعايش السلمي المتحضر مثل هذه العبارات المقيتة تترك احتقانات و حقد و تؤجج المشاكل لأتفه الأسباب بين القائل و المقصود بها
فلماذا لا نستخدم عباراتنا العالمية "زول" بدل تلك الكلمة و لا نربط الغباء و بعض الأفعال بجنس معين فعند تربيتنا لأطفالنا و عندما يقال لهم لا تفعل كذا حتى لا تبدو مثل هذا او تلك فهذا تلقائيا يولد لدى الطفل كراهية او استياء من ذلك الهذا او الهذه المقصود او المقصودة و ينمو معه و لا نستطيع التخلص من هذا الموضوع .
تجربة شخصية( 2006 ): كنت في المعهد البريطاني في كورس انجليزي و كنا مجموعة مميزة نمثل السودان تقريبا و من مختلف الأعمار فكان معنا جوزيف و هو شاب جنوبي و ماثيو و هو عجوز جنوبي من جنود الجيش الشعبي المتقاعدين و منى من الشمال و أستاذ أمير من الغرب و أحمد أصغر مني بسنة من الشمال و رباب فتاة من شرق السودان أصغر الموجودين و أستاذنا أحمد حجير من كردفان فكنا نمثل التعايش الموجود في هذا البلد المسمى السودان و كان يسود بيننا الود و الاحترام المتبادل و المنافسة الحادة و الفصل كان لا يخلو من الضحكات و لقد كانت بالفعل تجربة فريدة فيومها علمت ان الفوارق التي نسمعها وهمية و غير موجودة و زي ما بقولوا جمال السودان في تعدد ثقافاته و أعراقه و عندي صديقة لي عندها مقال جميل اتكلمت فيه عن انو بعض الناس بترى الأبيض بس و البعض الآخر بيرى الأسود بس و لكن القلة فقط و المحظوظين اللي بيروا الزيبرا (حمار الوحش) و زي ما قالت :
"Zebras are awesome"
و بالفعل كلامها حقيقي فلو جبت الزول البقول يا عب دا و ختيت ليه مجموعة بتاعت ناس كلهم من ذوي البشرة السوداء و السحنة النوبية او الغرباوية أو الجنوبية و واحد فقط شمالي و قلت ليه اختار أذكى زول او أفضلهم حيختار في ثواني الشمالي و لو جبت للزول البتوجه ليه الاساءات دي و معاني منها و مليت الغرفة بالشماليين او المستعربين حيختار و واحد من ذوي البشرة السوداء حيختاره فدا المعنى بتاع انه دا بيرا الأبيض بس و دا بيرى الأسود بس و الحاجة الخطيرة جدا انه لو جبت ليهم خواجة الاتنين حيختاروه فالعنصرية دائما بتكون عند الشخص المريض بيها شعور بالدونية في حاجة معينة و في كل الحالات ما حيختاروا الشخص الأفضل لكن الزول البشوف الأبيض و الأسود او الزيبرا حيختار الأفضل و حيعيش حياة أفضل .

بقلمي : سامح مبارك
مايو 2012
الجمل دي بتكون طقشت أضان أي واحد فينا في يوم من الأيام في المواصلات ولا في البيت ولا في الدكان لمن جايي يشتري حاجة و اغلبنا لو ما ضحك و ما وافق على الحاجة دي فببتسم ابتسامة خفيفة و بيحاول يبعد نفسه من حتات النقاش الزي دي
لكن مافي زول بيعارض ولا بعلي صوته و يقول لأ ديل بني آدمين كرمهم الله و كلنا عبيد لله و متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ولا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى مافي زول بقول الكلام دا .
الظاهرة السيئة دي بقت منتشرة في المجتمع السوداني بصورة واسعة و في الحقيقة هي ما بدت الليلة ولا أمبارح مع أحداث هجليج لكن الموضوع دا قديم فبدايات الرق في تاريخ السودان فبدت من عهد الممالك النوبية القديمة و في التاريخ الحديث بدت مع الزبير باشا رحمه و رحلاته التجارية و كان بيستغل الرق كجنود ليحموا التجارة بتاعته و بيبعهم و يشتريهم و خلافه و كانو موجودين في دولة الفونج و طبقة كانت من مكونات المجتمع و ما زالت لوقت ليس ببعيد فبقولوا ليك ديل رقيق شايقية و ديل رقيق جعلية و بتلقى أساميهم زاتها على أسامي أسيادهم يعني العجب سيده و خلاف هذه الأسماء و الظاهرة دي انتهت الحمد لله من المجتمع بتحرير أغلب الرقيق و اندماجهم في المجتمع و الموضوع دا قريبا ما تتخيلوا الكلام دا في الفترة التركية ولا الانجليز لا بعد التحرير و لغاية أوقات قريبة في الثمانينيات كانوا موجودين حسب علمي .
دا بالنسبة للظاهرة بالمعنى الحقيقي ليها كرق حقيقي لكن المشكلة الآن من وين جات تسمية عب و عبد لي شخص حر بس من خلال سحنته و ملامح وجهه و لونه , لو رجعنا لي بدايات الموضوع دا على حسب علمي كانت في فترة الحكم التركي و فيها ظهر الهوس بتاع الجذور العربية و أجدادنا الأمويين الجو فارين من العباسيين و العباسيين الجو مطاردين الأمويين انا هنا ما بنكر انو دي حاصلة و حقيقية و عندنا جذور عربية أموية أو عباسية و حتى الأشراف موجودين لكن التضخيم و السعي وراء الموضوع دا للتقرب من الأتراك و الدولة العثمانية باعتبار أنهم من العرب المسلمين و عقبه بعد ذلك فترة المهدي و كلنا نعرف الخلافات بين "الأشراف" أقارب المهدي و أصحاب الراية الحمراء و أقارب الخليفة عبد الله التعايشي أصحاب الراية الحمراء و رفضهم لخلافة عبدالله التعايشي و قيام الأخير بتوطين أهله و أقاربه في امدرمان بعد توليه الحكم من بعد وفاة الامام المهدي و الصراع دا ظهر في ارسال الخليفة عبد الله التعايشي لقيادات الراية الحمراء في مهام انتحارية كغزو مصر و غزو الحبشة مما أدى الا القضاء على أغلب قواتها و قياداتها و أبرزهم الأمير عبد الرحمن النجومي أحد أبطال معركة تحرير الخرطوم و تهور الخليفة " ان عد تهورا" لم يره الكثير من الأشراف الا محاولة لاقصائهم و القضاء عليهم و هو ما شكل حساسيات كبيرة بين الجانبين و أدى الى ظهور مسألة التنابذ بالرق و خلافه و ظهورها و تأججها و مضى هذا الموضوع الى فترة الانجليز و حتى بعد الاستقلال و لكنه قل قليلا مع ظهور الطائفية و الاحتماء بها و لكنه ظل ضاربا جذوره في المجتمع السوداني في مسائل الزواج و العلاقات الاجتماعية و تسبب في الكثير من المشاكل و ما زال يتسبب فيها الى يومنا هذا , الطائفية و التي حاربها المفكرين في تلك الحقبة و منهم الأستاذ عبدالخالق محجوب و الأستاذ محمود محمد طه و حتى الأخوان المسلمين "الكيزان" في ذلك الوقت كانت مرتبة أعلى من القبلية و الصراع القبلي ظهر و كل قبيلة كما ذكرنا تدعي نسبها الى الجهة الفلانية العربية أما من لم يستطيعوا نسب أنفسهم فلم يسلموا من نار الألسن و اشارات الأصابع و العبارات التي ذكرناها, و أما في أيامنا الحالية فظهرت الظاهرة من جديد فبتفتيت و اضعاف الطائفية و سياسة التمكين عادت قبلية جاهلية فحتى اليوم لم يجب أحد مثل علي عبد اللطيف على الانجليز أصحاب سياسة فرق تسد عندما سألوه ما جنسك فأجاب انا سوداني و لكننا اليوم نسأل سؤال الانجليزي في كل أوراقنا الرسمية فتجد خانة " القبيلة : _______"
ما سأله المستعمر بغرض الذل وا لاهانة اليوم نسأله في أوراقنا الرسمية و هذا حال الدولة فكيف بالشعب البسيط .
أنا لست مع تزاوج الأجناس و القبائل و فرضه ليحدث نبذ العنصرية و لكن فقط الاحترام على أقل تقديره و التعايش السلمي المتحضر مثل هذه العبارات المقيتة تترك احتقانات و حقد و تؤجج المشاكل لأتفه الأسباب بين القائل و المقصود بها
فلماذا لا نستخدم عباراتنا العالمية "زول" بدل تلك الكلمة و لا نربط الغباء و بعض الأفعال بجنس معين فعند تربيتنا لأطفالنا و عندما يقال لهم لا تفعل كذا حتى لا تبدو مثل هذا او تلك فهذا تلقائيا يولد لدى الطفل كراهية او استياء من ذلك الهذا او الهذه المقصود او المقصودة و ينمو معه و لا نستطيع التخلص من هذا الموضوع .
تجربة شخصية( 2006 ): كنت في المعهد البريطاني في كورس انجليزي و كنا مجموعة مميزة نمثل السودان تقريبا و من مختلف الأعمار فكان معنا جوزيف و هو شاب جنوبي و ماثيو و هو عجوز جنوبي من جنود الجيش الشعبي المتقاعدين و منى من الشمال و أستاذ أمير من الغرب و أحمد أصغر مني بسنة من الشمال و رباب فتاة من شرق السودان أصغر الموجودين و أستاذنا أحمد حجير من كردفان فكنا نمثل التعايش الموجود في هذا البلد المسمى السودان و كان يسود بيننا الود و الاحترام المتبادل و المنافسة الحادة و الفصل كان لا يخلو من الضحكات و لقد كانت بالفعل تجربة فريدة فيومها علمت ان الفوارق التي نسمعها وهمية و غير موجودة و زي ما بقولوا جمال السودان في تعدد ثقافاته و أعراقه و عندي صديقة لي عندها مقال جميل اتكلمت فيه عن انو بعض الناس بترى الأبيض بس و البعض الآخر بيرى الأسود بس و لكن القلة فقط و المحظوظين اللي بيروا الزيبرا (حمار الوحش) و زي ما قالت :
"Zebras are awesome"
و بالفعل كلامها حقيقي فلو جبت الزول البقول يا عب دا و ختيت ليه مجموعة بتاعت ناس كلهم من ذوي البشرة السوداء و السحنة النوبية او الغرباوية أو الجنوبية و واحد فقط شمالي و قلت ليه اختار أذكى زول او أفضلهم حيختار في ثواني الشمالي و لو جبت للزول البتوجه ليه الاساءات دي و معاني منها و مليت الغرفة بالشماليين او المستعربين حيختار و واحد من ذوي البشرة السوداء حيختاره فدا المعنى بتاع انه دا بيرا الأبيض بس و دا بيرى الأسود بس و الحاجة الخطيرة جدا انه لو جبت ليهم خواجة الاتنين حيختاروه فالعنصرية دائما بتكون عند الشخص المريض بيها شعور بالدونية في حاجة معينة و في كل الحالات ما حيختاروا الشخص الأفضل لكن الزول البشوف الأبيض و الأسود او الزيبرا حيختار الأفضل و حيعيش حياة أفضل .

بقلمي : سامح مبارك
مايو 2012