الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

خواطر سياسية - نظرة على أحداث جوبا

مشكلة الحركات المسلحة ، أنها تقوم حول قضية سياسية و تحتوي مفكر سياسي يكون هو القائد لكن في بيئة عسكرية فيضطر لضم المخالفين و اصحاب الاطماع ، فيضحي بجزء من الحل السياسي ، ظانا أنه أمر مرحلي ، فينتهي الأمر بالاطاحة به و تبدأ دائرة صراع القوى الداخلية بمجرد توقف القتال و ظهور المال ، لا أستبعد أن تكون حادثة الدكتور جون قرنق مدبرة من الداخل و من كومندا سيلفا تحديدا ، فلنفترض الفرضية و نقرأ التاريخ و الواقع على ضوئها و نرى ما حدث و ما يحدث الآن. الأسئلة التي يجب أن تطرح ، من المستفيد الأكبر من رحيل جون قرنق ؟؟
من الشخص الذي كان جون قرنق يريد ابعاده ، قبل رحيله و لكنه أبقاه لتوازنات عسكرية داخل الحركة الشعبية ؟
ابعاد قرنق و التخلص منه كان المستفيد الأول منه هو كومندا سيلفا ، أبعد بعد ذلك تلاميذ قرنق بالتدريج ، كومندا سيلفا انفصالي و دكتور جون قرنق كان ينادي بالوحدة ، الليلة حصلت محاولة انقلابية ضد كومندا سيلفا ، حيعقبها رد فعل ، مستوى رد الفعل دا حيكون ليه تأثير كبير على مستقبل سيلفا نفسه و مستقبل الجنوب ، الكلام الفات كله مبني على فرضية انه في علاقة بين A و B أي بين وفاة جون قرنق و بين كومندا سيلفا ، لمن تغيب المعلومات الدقيقة ، في التاريخ ، بتفترض فرضية و بتفسر على ضوئها ، و ممكن تطلع بي نتائج مبهرة ، بس أهم حاجة ما تحكم بيها .
ملخص القصة : يبدو أن النيل يحمل في طياته ، نزعات عسكرية للحكم ، الأرض التي يجري فيها عسكرية انقلابية بامتياز . (أوغندا ، جنوب السودان ، السودان ، مصر ) .


الخميس، 17 أكتوبر 2013

"أحبك الى الأبد ،خذني اليك"





  • كانا زوجين في الثمانين من العمر ، عاشا طويلا ، مرا بالكثير من التجارب ، الزمن رسم تقاسيم عذاباتهما على جلدهما ، ابتسم لها فابتسمت انها حياة .
  • نهض من كرسيه حاملا كتابه و نظارة قرائته سميكة العدسات ، و مد لها يده قائلا ، عزيزتي قد حان موعد نومنا ، قامت برفق الى يده راسمة ابتسامتها .
  • المثير للدهشة ، أنه كان يرى ابتسامتها على الرغم من أن عضلات الوجه توقفت عن رسم التعابير منذ زمن و لكنها العشرة ، الحب الخالد لا يقتله الزمن .
     
  • يقوم كل صباح ليسقي الأشجار في الحديقة الخلفية بينما تهم هي لاعداد الفطور ، لم يعد الفطور الا كوب حليب دافئ و قطعة خبز مدهونة بمربى الجزر.
    يدخل حاملا جريدته اليومية و يبدو منهكا فلم يعد قويا كالسابق ، ربما لم تشيخ روحه و لكن جسده طعن في السن و شاب شعر يده قبل رأسه.
     
  • يجلسا على طاولة المطبخ و يتجاذبان أطراف الحديث عن ذكرياتهما معا ، لا يملان بعضهما البعض ، انهما معجزة ، مرت قرابة الخمسون عاما على زواجهما.
     
  • ذات أمسية ، و بعد أن أكمل كتابه و هي تطالعه ، كأنها تراه للوهلة الاولى ، تتفقده كشخص جديد ، مع أن تقاسيمه محفورة في قلبها قبل ذاكرتها.
     
  • كان جميلا جدا في ذلك اليوم ، مشعا ، تذكرت لقائهما الأول في مكتبة عامة ، عندما أسقطت كتبها عند اصطدامها به ، تذكرت صراخها و بروده.
     
  • شاب يرتدي نظارات ممسك بكتابين للأدب الانجليزي ، تذكرت ابتسامته و هو يطالعها و هي تصرخ عليه و تسبه و ضحكت على حس تلك الذكرى.
     
  • تذكرت كلماته الرقيقة التي اعتذر بها و هو يجمع كتبها من على الارض و كيف امتص غضبها ، عشقته منذ تلك اللحظة كان يعرف كيف يمتص انفعالاتها.
     
  • أعجبتها روحه قبل شكله و تقاسيمه ، كان شابا وسيما نحيلا نوعا ما كأغلب شباب جيله ، كانت له كدمة تقسم حاجبه الأيسر الى نصفين.
     
  • افترقا دون أن يأخذ عنوانها و لكنه ظل يتردد على المكتبة يوميا لمدة شهر في نفس المواعيد فقط ليراها مرة أخرى ، كانت قصة تقليدية حد التميز.
     
  • و مر عليها شريط الذكريات سريعا ، زواجهما ، مولودهما الأول ، مناقشة رسالة الدكتوراة لهما معا،كل هذا أصبح لا يهم ، لا يهم سوى تألقه تلك الليلة.
     
  • فرحت به كأنه عاد بهما الزمن الى ذلك الوقت ، قامت لتعد له كوبا من حليب ، ذهبت الى المطبخ و عادت اليه فنادته و لكن على غير العادة تجاهلها.
     
  • لم يتجاهلها منذ اصطدامه بها في ذلك اليوم ، لم يتجاهله طيلة سنوات زواجهما الاسطوري ، حزنت حزنا شديدا ، تحول مع مرور الثواني الى غضب.
     
  • وضعت الكوب فوق الطاولة و همت اليه لتوبخه ، ربما فقط اشتاقت أن يمتص غضبها و يجعلها تضحك ، تلك كانت لعبته التي يتقنها أيما اتقان .
     
  • عندما لم يرد ، ارتفعت ضربات قلبها ، هرعت اليه ، سقط الكتاب و النظارة و سقط من يده قلم و ورقة ، كتب عليها " أحبك الى الأب..." .
     
  • انفطر قلبها ، لم تتخيل هذا اليوم ، كانت تدعوا أن يرحلا معا ، هاتفت أبنتها بالفاجعة ، أمسكت الورقة و كتبت ، " خذني اليك ".
     
  • نامت في حضنه و الدموع تنزل من عينها و فجأة أحست بسكون عميق ... ، طرق عنيف على الباب ، كسر و ضوضاء و بكاء و دهشة و ذهول ، كانت المعجزة ...
  • وجدت السيدة العجوز ميتة في حضنه ،نعم أجيبت صلواتها ، لم يرحل دونها ، أخذها اليه ،دفنا تحت شجرة و كتب علي قبريهما "أحبك الى الأبد ،خذني اليك" .



الجمعة، 19 يوليو 2013

خواطر سياسية

  • الفكرة تحمل ثلاث مستويات : مستوى النظرية و مستوى الفهم و مستوى التطبيق ، و بين هذه المستويات يكمن التعقيد
  • قد تكون الفكرة كنظرية ممتازة جدا و لكن تكمن الصعوبة في فهمها و شرحها و الانتقال بها الى مستوى الفهم فتظل رهينة الكتب و الدفاتر
  • بعض الأفكار ممتازة على مستوى النظرية و سهلة الفهم و الشرح و لكن عند محاولة تطبيقها تفشل فشلا ذريعا ، هذا الفشل لا يمس الفكرة كنظرية و لكن يمسها كتطبيق و فهم معا ، بعض الأفكار ناجعة على المستويات الثلاث .
  • الأديان كأفكار ، تعتبر ممتازة على صعيد النظرية ، ليس كلها و لكن بعضها ، تصبح المشاكل و التعقيدات على مستويي الفهم و التطبيق
  • محاولة تحويل الأديان الى أنظمة سياسية ، يجبرك على تحويل الفكرة من مستوى النظرية الى مستوى الفهم ثم التطبيق و هنا يحدث الصراع
  • قدسية الدين كفكرة ، و فشل تطبيقه في مستوى التطبيق مع الرجوع الى مستوى الفهم كمسؤول مباشر عن هذا الفشل ، يقود الى مصادمات عنيفة
  • أنا أويد فكرة العلمانية ، لأنها تنأى بالدين كفكرة مقدسة و لكن تأخذ بعض من أفكاره تحت مسميات أخرى تحفظ للجميع حق الانتقاد و التجريب و التعديل ، بحيث يتم التنقل بسلاسة بين مستويي الفهم و التطبيق في النظم السياسية و هو المطلوب لحكم الناس و ادارة شئونهم للوصول للأفضل .
  • الاسلام السياسي ، به بعض الجوانب الجيدة كفكرة و لكن له عدة جوانب ضبابية ، عطل كثيرا بسبب القدسية الوهمية على مستوى النظرية .
  • نظرية الاسلام السياسي ليست مقدسة و انما هي أفكار حسن البنا و من خلفه ، و هي ليست الاسلام الدين و لكنها نظرية مأخوذة من مستوى الاسلام الفهم ، و ليس مستوى الاسلام الفهم فقط ، بل النظم السياسية الملائمة للحقبة التاريخية المعينة من العصر الاسلامي الأول .
  • منح الاسلام السياسي القدسية أتى من الخلط بينه و بين الدين الاسلامي كدين على مستوى النظرية و الفهم و التطبيق ، في حين أنه فرع من مستوى الفهم .
  • عند التطبيق في السودان و مصر ، انكشف فشل الفكرة و خوائها ، و هنا يقودنا الى أن العلة في مستوى الفهم من الفكرة و مستوى التطبيق و في النظرية، خطورة المسألة كمنت فيمن عندهم الخلط حيث لم يستوعبوا كيفية فشل الفكرة المقدسة و هي الموعودة بالغلبة ، و هنا يظهر زيف الفكرة عن أصل الدين كدين .
  • قد تنجح فكرة الاسلام السياسي ان كانت عزلت عن القدسية و محصت و طبقت و أعيدت نتائج التطبيق ليتم التعديل على مستويي الفهم و النظرية ، و لكن لعدم توفر هذا الأمر انهارت الفكرة أمام أول الاختبارات الحقيقية و العملية .
  • تتفوق البرامج الحزبية و الأفكار و الأيدلوجيات الأخرى ببعدها عن القدسية و امكانية التطبيق و التعديل على المستويات الثلاث للفكرة ، الأمر الذي جعلها تتفوق نوعا ما و تتطور و ما زالت في حالة من التطور ،فالشيوعية كمثال تجد فيها عدة مدارس حتى محمد ابراهيم نقد له فيها اجتهادات .
  • اجتهادات محمد ابراهيم نقد و الحزب الشيوعي السوداني كانت في محاولة التعديل على مستويي الفهم و التطبيق للتقريب للجماهير و الموائمة للمنطقة .
  • مثل هذه المحاولات ، عندما قام بها دكتور حسن الترابي في الاسلام السياسي جوبه بالنقد من القيادات في الحركة الاسلامية ، فدكتور حسن الترابي يعتبر ان الحركة الاسلامية السودانية يجب أن تكون متفردة ولا ترتبط بالنموذج المصري أو الحركة كحركة موحدة خارجية ، في الوقت الذي عارضه فيه الحبر يوسف نور الدائم ، مشددا على ضرورة الارتباط ، و هنا يأتي الاختلاف على مستويي الفهم و التطبيق ، تفسير انما المؤمنون أخوة يختلف عند دكتور حسن الترابي منه عند الحبر يوسف نور الدائم و هنا تكمن الضبابية التي أتحدث عنها .

الأربعاء، 3 يوليو 2013

اطاحة مرسي و تفاعلي مع الموقف من منطلق سوداني

النصيحة كدا انا المصريين ديل ما بدورهم كلو كلو و بيتحملو جزو كبير في افشال الديمقراطيات و تاريخهم معانا أسود ، أفشلو ديمقراطية بعد اكتوبر و دعموا انقلاب النميري في الوقت الذي قام المحجوب بدعم عبد الناصر بعد النكسة عندما كان مهزوما مذلولا و رفعه و أعد له استقبال الفاتحين في الخرطوم في مشهد كتبت فيه الصحافة العالمية مندهشة و متعجبة ، فما كان منه الا جزاء سنمار ، السادات و في مكالمة هاتفية ، حث النميري لاعدام المفكر و السياسي الخالد الأستاذ عبد الخالق محجوب ، في محاكمة هزيلة أمر بحسمها سريعا السادات ، و أفشلوا الانقلاب على النميري و أيضا خدعة السد العالي و حلايب و شلاتين ، غير استعمارهم لنا مرتين مع الأتراك مرة و مع الانجليز مرة أخرى ، و السوء الأكبر فلقد ولدوا لنا هذا الفكر المشوه الاسلام السياسي و الذي نرزح تحت حكمه 24 سنة كاملة ، أذاقنا فيه الويل و الحروب و الخراب و الفساد و الانحطاط و العنصرية و الجهل و المرض و غيره ، عندما أفرح بسقوط مرسي ، انما أفرح بسقوط زيف الفكرة التي يعتنقها مرسي لا لأجل الحكومات المصرية ، و لكن لا يمكن أن نلومهم على أخطائنا كلها و لكن يجب بعد ان تنزاح حكومتنا الحالية عاجلا أم آجلا محاولة خلق علاقات جديدة مع الجار الشمالي مبنية على الندية و تبادل المصالح ، لا الدونية و الاستعلاء ، على اتفاقيات جديدة على الحدود و حصص مياه النيل ، نحتاج المصريين و يحتاجونا و لكن في ظل ندية كاملة ، تضمن مصالح الشعب السوداني كاملة غير منقوصة و لو قليلا .

الأحد، 31 مارس 2013

رحلتي الى الريف الشمالي

   عند الفجر و مع صوت المؤذن و بعض النسمات الباردة وقفت وحيدا في محطة البلابل منتظرا عوض مرحوم سائق الترحيل ليقلني الى قري . و بعد لحظات وصل عوض مرحوم و ركبت الحافلة و على بعد أمتار توقفنا لنقل الفني الفلبيني مستر جو ، و بعدها توجهنا الى الكلاكلة ليركب معنا الفني فؤاد و بعد لحظات ، تظهر لك شخصية عوض مرحوم بشتم النظام الحاكم و توعد الرئيس بالمحاكمة الجنائية في لاهاي و انتقاد سياسات النظام ولا أنكر أني ارتحت كثيرا لوجود شخص ينفس عني ما لا أستطيع قوله ، و بعد طريق ليس بالقصير وصلنا الكدرو لاصطحاب محمد علي ، موظف سيقا وسط سخط عوض على سوء الأزقة و تذمره من أن محمد علي يجب أن ينتظر الترحيل في الشارع الرئيسي لا أن يقله من بيته و بعد محمد علي توجهنا الى الطريق الرئيسي و فجأة توقف عوض ليقل الفني و مشغل الآليات حسن سيد أحمد و بعد ذلك توجهنا الى الدوم حيز السكن أو "الميز" و أنزلت حقيبتي  و دلني على مكان اقامتي و سريري و رجعنا بسرعة الى الحافلة للتوجه الى منطقة قري الحرة لبدء يوم العمل المعتاد ، و وصلنا الى مكان العمل و نزلت و سجلت اسمي عند الحرس و تأكد من هويتي و بعدها دخلت الى الكافتريا لشرب شاي الصباح و من ثم تم ارشادي الى المهندس المسؤول : لؤي ، و أجرينا محادثة سريعة و تعرفنا و كان هذا ملخص اليوم الأول .

بعد الانتهاء من العمل عدنا الى السكن و تعرفت الى الروتين اليومي و هو الاستيقاظ لصلاة الفجر و الشاي باللبن مع البسكويت ، مع مشاهدة تلفزيونية للأخبار و من ثم التجهييز للترحيل و المغادرة الى الشركة و العودة في تمام الرابعة و الثلث عصرا و صلاة العصر و الغداء و مع المغرب شاي المغرب و من ثم في تمام العاشرة الحليب الساخن مع البسكويت و بعده اما التلفاز أو النوم و هكذا دواليك .

مشاهد آسرة :

جميل الريف و الأجمل هو هذا الهدوء الآسر الذي يجعلك تسمع ما بداخلك بوضوح تام مع رفقة سماء جامعة الأضداد حيث السواد الكاحل مرصع بالنجوم المتلألئة المنتظمة البعثرة شديدة التميز
ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻨﺴﺨﺔ ﺯﺍﺋﻔﺔ ﻣﻘﻠﺪﺓ ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﻳﻔﻲالبديع ليفصل بين حقيقة الريف و زيف المدينة خيط الفجر الذي يميز الأبيض من الأسود
شروق الشمس و نسمات الهواء الصباحية تداعب الحشائش في فناء السكن و كأن الأرض ولدت و أخذت أولى أنفاسها .

انعكاس الضوء من على خطي السكة الحديد و أنت تتحرك في مركبة سريعة ، يبدو لك كطاقة ضوئية من أفلام الخيال العلمي تسابق المركبة التي تستقلها فأحيانا تسبقها و تارة تسبقك.
شخصيات :
#عم أبو سمرا : مشغل الآليات الثقيلة ، شخصية طاعنة في السن ، ضخم الجثة ، قسمات وجهه تحكي الكثير من آثار الدهر كعلامات و شواهد على ما لاقاه في حياته ، اسمه عمر ، و لكنه يشتهر بلقب أبو سمرا ، عمل بسوتراك منذ أيامها الأولى و يحكي دائما بمرارة أنه كان يدخل على معتصم داؤود بصورة مباشرة ليطالب بمطالب العمال و يتأسى للوضع الحالي و بأن "أسياد الحق " على حد تعبيره أصبحوا محجوبين عنهم ، كان في نقابة العمال في مدني ، يتميز بالطيبة الشديدة و القوة الهائلة ، دائما ما يدخل في مشادات بسبب أكله و يناقره العمال عادة و الحرس و لكنه شخصية محبوبة جدا ، خجول و بسيط جدا ، يحظى باحترام الجميع ، و كمثال لقوته ، الجميع عندما يريد تفريغ الجاز من البرميل يحضر وصلة و فرق الضغط و لكنه يحمل البرميل و يصب في الجالون ، يتميز بحكمة صنعها الزمن ، كلماته قليلة و لكنها عميقة و بسيطة .

#عم ميرغني : فني اللحام ، أيضا من قدامى موظفي سوتراك ، من أمهر فني اللحام في السودان ، شخصية ظريفة و مرحة ، كان يغضب كثيرا لحرمانه من اجازته بسبب عمله على حفارات تحتاج الى تعديل و بعد أن استعد للرحيل حرمه المهندس من ذلك طالبا منه اكمالها يوم الجمعة ليبقى جمعتين متتاليتين دون الذهاب الى مدني حيث أولاده ، يحمل الكثير من القصص حيث عمل بالعراق لفترة من الزمن .

#عنتر صالح : رئيس الميز ، موظف في المخزن ، من الاداريين القدامى قدم سوتراك ، شخصية طريفة و لطيفة و لكن نسبة لظروف مرضية غاب عن أغلب فترتي في التدريب .

#حسن سيد أحمد : مشغل الآليات الثقيلة ، عمل في الشركة منذ 1990 وقت ما كان شابا صغيرا خريج المعهد الفني ، مميز و هادئ ، ماهر جدا ، و مزاجي جدا ، ابتسامته لا تفارق وجهه ، كثير القصص ، يمكن أن يجلس معك و يحكي لك قصة كل 5 دقائق لمدة شهر و لا تنفذ قصصه ، له اعتزاز بالنفس لا تميزه من الغرور الا بمواقف انسانية يحكيها لك .

#فؤاد : فني ميكانيكا ، قليل العمل ، أصغرهم سنا ، أ:سلهم و لكنه يحلم بالعمل في دبي ، فلا يريد من الشركة الا رفده على ما أحسسته ، كثير الهزار ، و متعب جدا لادارته .
#مستر جو : فلبيني ، أكمل عامه العاشر في السودان ، ماهر جدا ، متفاني في عمله ، كثير الهزار أوقات فراغه ، يحب زملائه و يتحدث السودانية بتكسير جميل ، فيكثر من كلمة تقضل و صباح الخير و ينطقها : فضل و صباح الكيييييير ، و بعد المشاغلات مع عم ميرغني الذي يقول له دوما "خربان" و ينفجران بالضحك ، كان يصحو فجرا ليقوم بالتمارين الرياضية .
 
#باشمهندس لؤي : مهندس لامع و مميز خريج هندسة زراعية الخرطوم ، يعاني من وضعه في الشركة كقائد لهذه المجموعة و تحت مدير لا يقدر مجهوده ولا يفمه ، طيب جدا ، يحمله المدير أخطاءه و لكنه لا يرميها على الفنيين فأصبح بين المطرقة و السندان ، و كلما يشرح لي ، يقول لي :" أنا ما بشرح ليك عشانك ، لكن عشان أحس لسة بالفرق بيني و بين ديل " يقصد الفنيين لانه يرتدي الأبرول مثلهم و  يعامله المدير مثلهم ، بالرغم من تميزه على المدير نفسه .

#باشمهندس سامي : مدير لؤي و خريج وادي النيل ، ضخم الجثة ، صعب الملامح ، قليل القدوم الى قري ، لم أتوافق معه و لم يعجبني ، شخصية لا تتحمل المسؤولية و غير كفء بمنصبه .

#حسن فوركليفت : فني الفوركليفت ، درس بالخلاوي بأم ضوا بان ، كثيرا ما تبادلنا الحديث عن الصوفية في السودان و عن صلاح أهلها ، شخصية مميزة جدا يحفظ القرآن و متواضع و بسيط جدا .

#أمير : من دال للسيارات ، يغسل السيارات ، شخصية طيبة جدا ، يقيم في الميز ، و مشهور بحبه للتلفاز فسمي بمدير القناة ، أول من رحب بي و عرفني على المجموعة .

#سامي : فني بدال للسيارات ، شخصية ظريفة جدا ، حلفاوي ظريف حقا ، كثير الضحك و المشاغلات و جملته الشهيرة ، الشركة دي حقتنا ، و يدخل في مشادات دائما مع عم أبو سمرا و يهدده بأنه سينزله للمعاش .

#عبد الله : يعمل مع عنتر صالح في المخزن ، موظف مميز ، هادئ و قليل الكلام ، طيب القلب ، حسن الأخلاق ،زميلي في الغرفة هو و باشمهندس شعبان .

#باشمهندس شعبان : صاحب اللابتوب ، شخصية طيبة و ظريفة لأبعد الحدود ، بسيط جدا و طيب جدا جدا جدا و ذكي جدا ، يتعامل بعفوية ، و يطارده حلم السفر الى أمريكا ، يساري التوجه ، يتحدث دوما عن الحزب الشيوعي في حلفا و عن ضرورة العلمانية و لكنه سئم العيش في السودان و يحلم بأمريكا ، أو على أقل تقدير المملكة المتحدة ، أكثر شخص صادقته في فترتي هو و المهندس لؤي .


هذه هي رحلتي الى الريف الشمالي ، شعرت أنه من الضروري أن أوثق لها لتبقى من أجمل ذكرياتي




الجمعة، 15 مارس 2013

خواطر بلا عنوان -1

البعض يلوم الشباب على مغادرتهم للبلاد بهذه الكثافة و أنا منهم و لكن مع بعض التفكر في المسألة ، أغلبية من يغادر لم يحب هذا الوطن ،لا يربطه به رابط قوي ، لم يتم تعليمنا هذا في ظل هذا النظام ، تم ربطنا منذ الصغر بالمشروع الاسلامي للانقاذ منذ صفا و انتباه في الاساس و الله أكبر و لله الحمد (الجهاد) و المناهج كلها تغذي و بطريقة غير مباشرة هذا المنحى و الوطن مربوط بالفكرة الانقاذية الاخوانية و عندما كبر الجيل و رأى فشل الانقاذ البعض رفض الاعتراف بفشل التجربة و أصبح كوزا و الآخر طعن في الدين و أصبح ملحدا و جزء آخر ذهب للبحث عن مذاهب أخرى (شيوعية و غيرها ) و جزء آخر اتجه الى السلفية ، ، و الغالبية أصبحت غائبة عن الوعي ، تعرف ان النظام سئ و البلد لم تقدم لنا شيئا و البلد و النظام شئ واحد فالحل هو الهروب و الخروج ، شباب الكيزان في معظهم لا يؤمنون بالبلد ، تجد نسب قليلة ممن لهم ارتباط بهذا البلد لدرجة أن يقدموا مصلحته على مصلحة هذا البلد ، المشكلة ليست مشكلة ظروف فقط المشكلة مشكلة ثقافة جيل بأكمله تسببت الانقاذ في توهانه ، لذلك تجد كل من يتمسك بمنهج سياسي متعصب جدا لهذا المنهج لانه كالغريق الذي طفا على السطح و وجد طوق نجاة ، و من هنا تبدأ ظواهر العنف و البعد عن الحوار الخلاق و ضيق الأفق و الاتجاه الواحد زي ما بنقول ، و السواد الأعظم كفر بكلمة سياسة قبل أن يعرف معناها أساسا ، اسأل 10 من الشباب ما معنى سياسة ؟ ، ما معنى يسار و يمين ما معنى وسط ، ما معنى شيوعية ، ما معنى اشتراكية ، ما معنى اسلام سياسي ، ما معنى ليبرالية ، ما هي أنظمة الحكم ، ما معنى بيروقراطية ،و ستدهش تماما من عدم المام جيلنا الحالي و جهله الكبير ، و المعارضة توقع الفجر الجديد ، كان عليها أن تدرس من سيقومون بالديمقراطية و سيستلمون نظام الحكم بعدهم و من سيصوتون و يشكلون الأغلبية ، ماذا يعرفون ؟؟ ، لماذا يخافون السياسة ؟ ، لماذا يجهلونها ؟ لماذا نعلم الاستبداد و نورثه و نأتي و نطالب بالديمقراطية ، لماذا فشلت الديمقراطية في هذا البلد و أعقبتها انقلابات دامت عقود لماذا لا تتم مراجعة أسباب الفشل و محاولة التخلص منها قبل الذهاب بهذا النظام المتهالك ، حتى لا نكون كمصر و تونس ، اليس هذا ما قالوه في الفجر الجديد ، لا نريد تكرار المشكلة في تونس و مصر ، اذا هذا الجيل يجب أن يشرك في التغيير أو على الأقل أن يؤخذ في الاعتبار حتى لا نكرر المشكلة ، و مع هذه الفوضى فانهم يرحلون ، لا نلومهم على الرحيل ، بل نسعى لخلق وضع أفضل و جاذب للعودة .

الثلاثاء، 5 مارس 2013

نحن مانشستر يونايتد




من نحن ؟؟ و من نشجع ؟؟ و ما هو مانشستر يونايتد ؟؟ ، كثيرا ما تستوقفني هذه الأسئلة و تدور في رأسي ، لماذا كل هذا العشق حول العالم ، لماذا النادي الأعظم تسويقيا بالرغم من وجود عمالقة آخرين و آلات اعلامية أقوى كإعلام الاسبان ، هل هي التجارة فقط ؟؟ هل هي دهاء ديفيد جيل و الجلايزرز ؟؟ ، لماذا نحد على ضحايا ميونيخ و عند حصول الكارثة البعض منا أبوه لم يولد دعك من ولادته هو ، لماذا نحزن عليهم و كأنهم عائلتنا ؟؟
و بعد تفكير عميق وجدت الاجابة بسيطة جدا و تحل كل هذه الأسئلة المعقدة المتداخلة في مقولة قالها السير أليكس فيرجس
ون السنة الماضية بعد خسارتنا الدوري ، قال من   أنا ؟ : أنا فائز" I am a winner ".
نحن فائزون نشجع الفريق الفائز مانشستر يونايتد هو الفوز ، العالم و الطبيعة الانسانية تعشق الفوز لذلك تعشق مانشستر يونايتد ، التسويق يعتمد على الدعاية و الجذب و لكن قبل كل ذلك خلق رابط قوي بين السلعة و بين الزبون المستهدف هذا الرابط موجود بحب الفوز لذلك نحن تجمع فائزين ، نحزن على خسارة أرواح لان الخسارة حزن و لكننا لم نحزن لخسارتهم فقط بل لعلمنا جيدا كم كانوا فائزين و كم كانوا سيجلبون الكؤوس ذلك الفريق الشاب و هل استسلم النادي و حزن عليهم و توقف ؟؟ لا لم يحزن لم يتوقف و كل ما أحزن من خسارة أفتح فيلم اليونايتد الذي يؤرخ لكارثة ميونيخ و بالتحديد كلمات مساعد المدرب السيد جيمي مورفي في اجتماعه مع الادارة الذين أعلموه بقرارهم اغلاق النادي لأسباب عملية و أخلاقية كان رده كالآتي : لا .. لا هذا النادي يحتاج العون أكثر من قبل حاليا ، رد عليه المدير : كن واقعيا .. لن تحصل على عدد لاعبين كفاية ليرتدوا قميص مانشستر يونايتد في فترة قصيرة ، رد عليه جيمي : باستطاعتي فعلها ، رد عليه المدير : لا يمكنك فعلها ، رد عليه جيمي : لا تخبرني بما لايمكنني فعله ، عندما أحضرني مات بيزبي هنا قالوا لنا لا يمكن انجازه ، مانشستر يونايتد لن يكون ناجحا أبدا ، لن يمكنه الفوز بالدوري باشراكه لأولاد ، لن يمكنه أن يكون ندا لأفضل الفرق في أوربا ، و أثبتنا أنهم مخطئون في كل مرة ، لذا مع احترامي يا سيدي ، يمكننا فعل ذلك ، سنفعل ذلك ، سأحرص على ذلك ، رد عليه المدير : أن تجعل حزنك يسيطر عليك ، لا يوجد تأثير انه ليس عمليا ، قاطعه جيمي : الحزن هو وقودنا الآن دعني أتكلم ، سكت المدير و واصل جيمي مورفي : أنا أعرف هؤلاء الأولاد أكثر من أي شخص أنا اكتشفتهم أنا رعيتهم ، وقفت معهم صباحا و ظهرا و ليلا ، أثناء المطر المتساقط و العواصف و الثلج ، سمحوا لي بتغير شكل حياتهم من الألف الى الياء و قد كافؤوني ، لقد كافؤوا هذا النادي بمهاراتهم و عشقهم و الآن حياتهم ، لن أرد الدين بالانهيار ، يرد الرئيس : جيمي كلنا نود تكريم ذكرى هؤلاء الذين ماتوا ، يقاطعه جيمي : لا لا لا انه ليس من أجل ذكراهم ، أنه بشأن اظهار من نحن للعالم ، نظهر أننا لن ننحني للمأساة لأنه سيتم تأسيس النادي على ما سنفعله اليوم ، سأكون فريق و أنتم ستضطروا لتمويلي من هذه البناية قبل أن أتوقف ، أي سؤال ؟

Jimmy Murphy


ختم جيمي مورفي الاجتماع بهذه الكلمات الخالدة ، التي هي  نبؤة تتحقق الى يومنا هذا ، جيمي مورفي كان فائزا ، العالم عرف من هو مانشستر يونايتد و في نفس العام وصل مانشستر يونايتد بفريق تم تجميعه من الاندية التي تبرعت للنادي  الى نهائي كأس انجلترا في ويمبلي ، هذا الفوز كان الأغلى لليونايتد مع انه لم يكن على أرض الملعب و لكنه كان ضد الظروف ضد الأزمة ، قهر الأزمة و وقف شامخا كما نراه اليوم ، هذا هو مانشستر يونايتد يا سادة ، و كما قالها السير مات بيزبي : مانشستر يونايتد هو النعيم بالنسبة لي .

الانسان بطبيعته يحب الأشياء التي تكون شخصيته في سلوكياته في نفسيته في تركيبته النفسية ، ستجد التشابه بيننا جميعا ، انه عشق الفوز ، لماذا نفوز في الدقائق الأخيرة ، لاننا نؤمن بالفوز ، نتنفس الفوز ، لأننا الفوز . يا سادة مانشستر يونايتد لن يخشى مدريد ، مدريد على علم بماهيتنا ، أقوى أسلحتهم من صنعنا ، نجمهم من صنعنا ، مدربهم ظهر على السطح لأنه فاز علينا مع بورتو و ركض ركضته الشهيرة ، لماذا لم تسألوا لماذا هو ممتن للسير أليكس كل هذا الامتنان ، لأنه يعرف أنه هو من أتاح له فرصة الظهور سواء مع تشيلسي أو بورتو ، هو من رفع أسهمه ، فهزيمة الفائز و الفوز ، لا تحدث كثيرا ، ربما يمتلكون ألقابا أوربية و دورية أكثر منا و لكنا قهرنا المحنة ، انه الفوز الكبير الذي لا تمتلكه كل الفرق ، سيأتي يوم و تتحطم فيه أرقامهم في البطولات و يمكن لأي فريق أن يحقق ما حققوه ، لكن اسألوا أنفسكم من الفرق قهر المحنة و وقف أمام الأزمة شامخا ، نحن مانشستر يونايتد ، نحن الفوز .

الجمعة، 1 مارس 2013

خواطر بلا عنوان -2



من المثير للإعجاب و الدهشة دائما كيف العالم بيتغير و تفكيره و الأشياء التي كانت مدعاة للدهشة و الاستنكار و بالإجماع عليها تصبح تحولا ، فمثلا في الصراع السياسي الأمريكي في 1865 م في عهد الرئيس لنكولن ، كان هنالك صراع حاد و شرس و حرب أهلية و موضوع العبودية و الرق هو قلب الصراع ، و في مجلس النواب يقوم أحد النواب و ييتحدث عن أنه ضد التعديل الدستوري رقم  13 و التي تتحدث عن تحريم العبودية و كان الصراع في أوجه بين الحزب الجمهوري و الحزب الديمقراطي حيث سعى الجمهوريين بقيادة لنكولن لتمرير التعديل و كان الحزب الديمقراطي معارضا له و بشدة و في ظل هذا التوتر ، أكمل النائب حديثه حيث أوضح موقفه ، أنه ضد العبودية فصفق الجمهوريون و استدرك سريعا ، انه اذا منحوا حق الحرية لأربعة ملايين من الرقيق ستعم الفوضى و سيضطرون لاعطائهم حق التصويت  و انه سيكون من الظلم عدم اعطائهم حق التصويت ، أتريدون منحهم التصويت ؟؟ فصفق الديمقراطيون ، و واصل في خطابه ، اذا أعطيناهم حق التصويت ، سيأتي علينا يوم لمنح النساء حق التصويت فكانت الدهشة بأن النواب جميعهم و بلا استثناء استهجنوا و استشاطوا غضبا ، توحدوا ضد منح النساء حق التصويت ، فكان أمرا مستبعدا مستنكرا ، و من ينظر اليوم الى الانتخابات الأخيرة و قرب فوز هيلاري كلينتون بموقع الديمقراطيين للمنافسة على السلطة و كذلك في فرنسا و ميركل في ألمانيا ، أمر يعطي الأمل لشعوبنا و نسائنا تحديدا ، أنه سيأتي يوم ترتقي فيه المرأة من وصف أنثى الى وصف انسان ليصبح التمييز أمرا ممنوعا بالدستور لا تمييز ديني ولا تمييز عرقي ولا تمييز على أساس النوع ذكر/أنثى و مقدار تحرر المرأة يمثل مرآة حقيقية لتقدم المجتمع و تطوره و بداية التقدم نحو واقع أفضل .
كل هذا التطور مر عبر بوابة الديمقراطية ، بدأ الأمر بالرق تلته الطبقات الكادحة في الاشتراكية ، ثم النساء بعد ذلك ، العالم في تطور و تغير مستمر و يجب الوقوف كل فترة لرؤية الصورة الكبيرة و محاولة فهم التاريخ لوضع رؤية لمستقبل أفضل .

السبت، 23 فبراير 2013

العنصرية المقيتة في المجتمع السوداني

يا عب " و " انت ماشة تجرجري كرعينك كدا متل الخادم" و " العب دا لعااااااااااااااب " و " سمعت أمبارح ناس مدني قالوا قتلوا العبيد ديل كلهم و رموهم في الحتة الفلانية كمان يحتلوا هجليج" و " بالله عليك الله شوف العب باقان دا منفخ كيف لاقي التكييف دا و القروش ما بيسمن كيفن ؟؟ "
الجمل دي بتكون طقشت أضان أي واحد فينا في يوم من الأيام في المواصلات ولا في البيت ولا في الدكان لمن جايي يشتري حاجة و اغلبنا لو ما ضحك و ما وافق على الحاجة دي فببتسم ابتسامة خفيفة و بيحاول يبعد نفسه من حتات النقاش الزي دي
لكن مافي زول بيعارض ولا بعلي صوته و يقول لأ ديل بني آدمين كرمهم الله و كلنا عبيد لله و متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ولا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى مافي زول بقول الكلام دا .
الظاهرة السيئة دي بقت منتشرة في المجتمع السوداني بصورة واسعة و في الحقيقة هي ما بدت الليلة ولا أمبارح مع أحداث هجليج لكن الموضوع دا قديم فبدايات الرق في تاريخ السودان فبدت من عهد الممالك النوبية القديمة و في التاريخ الحديث بدت مع الزبير باشا رحمه و رحلاته التجارية و كان بيستغل الرق كجنود ليحموا التجارة بتاعته و بيبعهم و يشتريهم و خلافه و كانو موجودين في دولة الفونج و طبقة كانت من مكونات المجتمع و ما زالت لوقت ليس ببعيد فبقولوا ليك ديل رقيق شايقية و ديل رقيق جعلية و بتلقى أساميهم زاتها على أسامي أسيادهم يعني العجب سيده و خلاف هذه الأسماء و الظاهرة دي انتهت الحمد لله من المجتمع بتحرير أغلب الرقيق و اندماجهم في المجتمع و الموضوع دا قريبا ما تتخيلوا الكلام دا في الفترة التركية ولا الانجليز لا بعد التحرير و لغاية أوقات قريبة في الثمانينيات كانوا موجودين حسب علمي .
دا بالنسبة للظاهرة بالمعنى الحقيقي ليها كرق حقيقي لكن المشكلة الآن من وين جات تسمية عب و عبد لي شخص حر بس من خلال سحنته و ملامح وجهه و لونه , لو رجعنا لي بدايات الموضوع دا على حسب علمي كانت في فترة الحكم التركي و فيها ظهر الهوس بتاع الجذور العربية و أجدادنا الأمويين الجو فارين من العباسيين و العباسيين الجو مطاردين الأمويين انا هنا ما بنكر انو دي حاصلة و حقيقية و عندنا جذور عربية أموية أو عباسية و حتى الأشراف موجودين لكن التضخيم و السعي وراء الموضوع دا للتقرب من الأتراك و الدولة العثمانية باعتبار أنهم من العرب المسلمين و عقبه بعد ذلك فترة المهدي و كلنا نعرف الخلافات بين "الأشراف" أقارب المهدي و أصحاب الراية الحمراء و أقارب الخليفة عبد الله التعايشي أصحاب الراية الحمراء و رفضهم لخلافة عبدالله التعايشي و قيام الأخير بتوطين أهله و أقاربه في امدرمان بعد توليه الحكم من بعد وفاة الامام المهدي و الصراع دا ظهر في ارسال الخليفة عبد الله التعايشي لقيادات الراية الحمراء في مهام انتحارية كغزو مصر و غزو الحبشة مما أدى الا القضاء على أغلب قواتها و قياداتها و أبرزهم الأمير عبد الرحمن النجومي أحد أبطال معركة تحرير الخرطوم و تهور الخليفة " ان عد تهورا" لم يره الكثير من الأشراف الا محاولة لاقصائهم و القضاء عليهم و هو ما شكل حساسيات كبيرة بين الجانبين و أدى الى ظهور مسألة التنابذ بالرق و خلافه و ظهورها و تأججها و مضى هذا الموضوع الى فترة الانجليز و حتى بعد الاستقلال و لكنه قل قليلا مع ظهور الطائفية و الاحتماء بها و لكنه ظل ضاربا جذوره في المجتمع السوداني في مسائل الزواج و العلاقات الاجتماعية و تسبب في الكثير من المشاكل و ما زال يتسبب فيها الى يومنا هذا , الطائفية و التي حاربها المفكرين في تلك الحقبة و منهم الأستاذ عبدالخالق محجوب و الأستاذ محمود محمد طه و حتى الأخوان المسلمين "الكيزان" في ذلك الوقت كانت مرتبة أعلى من القبلية و الصراع القبلي ظهر و كل قبيلة كما ذكرنا تدعي نسبها الى الجهة الفلانية العربية أما من لم يستطيعوا نسب أنفسهم فلم يسلموا من نار الألسن و اشارات الأصابع و العبارات التي ذكرناها, و أما في أيامنا الحالية فظهرت الظاهرة من جديد فبتفتيت و اضعاف الطائفية و سياسة التمكين عادت قبلية جاهلية فحتى اليوم لم يجب أحد مثل علي عبد اللطيف على الانجليز أصحاب سياسة فرق تسد عندما سألوه ما جنسك فأجاب انا سوداني و لكننا اليوم نسأل سؤال الانجليزي في كل أوراقنا الرسمية فتجد خانة " القبيلة : _______"
ما سأله المستعمر بغرض الذل وا لاهانة اليوم نسأله في أوراقنا الرسمية و هذا حال الدولة فكيف بالشعب البسيط .
أنا لست مع تزاوج الأجناس و القبائل و فرضه ليحدث نبذ العنصرية و لكن فقط الاحترام على أقل تقديره و التعايش السلمي المتحضر مثل هذه العبارات المقيتة تترك احتقانات و حقد و تؤجج المشاكل لأتفه الأسباب بين القائل و المقصود بها
فلماذا لا نستخدم عباراتنا العالمية "زول" بدل تلك الكلمة و لا نربط الغباء و بعض الأفعال بجنس معين فعند تربيتنا لأطفالنا و عندما يقال لهم لا تفعل كذا حتى لا تبدو مثل هذا او تلك فهذا تلقائيا يولد لدى الطفل كراهية او استياء من ذلك الهذا او الهذه المقصود او المقصودة و ينمو معه و لا نستطيع التخلص من هذا الموضوع .
تجربة شخصية( 2006 ): كنت في المعهد البريطاني في كورس انجليزي و كنا مجموعة مميزة نمثل السودان تقريبا و من مختلف الأعمار فكان معنا جوزيف و هو شاب جنوبي و ماثيو و هو عجوز جنوبي من جنود الجيش الشعبي المتقاعدين و منى من الشمال و أستاذ أمير من الغرب و أحمد أصغر مني بسنة من الشمال و رباب فتاة من شرق السودان أصغر الموجودين و أستاذنا أحمد حجير من كردفان فكنا نمثل التعايش الموجود في هذا البلد المسمى السودان و كان يسود بيننا الود و الاحترام المتبادل و المنافسة الحادة و الفصل كان لا يخلو من الضحكات و لقد كانت بالفعل تجربة فريدة فيومها علمت ان الفوارق التي نسمعها وهمية و غير موجودة و زي ما بقولوا جمال السودان في تعدد ثقافاته و أعراقه و عندي صديقة لي عندها مقال جميل اتكلمت فيه عن انو بعض الناس بترى الأبيض بس و البعض الآخر بيرى الأسود بس و لكن القلة فقط و المحظوظين اللي بيروا الزيبرا (حمار الوحش) و زي ما قالت :
"Zebras are awesome"
و بالفعل كلامها حقيقي فلو جبت الزول البقول يا عب دا و ختيت ليه مجموعة بتاعت ناس كلهم من ذوي البشرة السوداء و السحنة النوبية او الغرباوية أو الجنوبية و واحد فقط شمالي و قلت ليه اختار أذكى زول او أفضلهم حيختار في ثواني الشمالي و لو جبت للزول البتوجه ليه الاساءات دي و معاني منها و مليت الغرفة بالشماليين او المستعربين حيختار و واحد من ذوي البشرة السوداء حيختاره فدا المعنى بتاع انه دا بيرا الأبيض بس و دا بيرى الأسود بس و الحاجة الخطيرة جدا انه لو جبت ليهم خواجة الاتنين حيختاروه فالعنصرية دائما بتكون عند الشخص المريض بيها شعور بالدونية في حاجة معينة و في كل الحالات ما حيختاروا الشخص الأفضل لكن الزول البشوف الأبيض و الأسود او الزيبرا حيختار الأفضل و حيعيش حياة أفضل .







بقلمي : سامح مبارك
مايو 2012

رحلة الى بلدي " ندي في المولد "


سيييييييييييييييك كان صوت الباب و هو يفتح و يدخل والدي بعد ان أتى من يوم عمل مرهق " المولد قرب و السنة دي حيعملوهوا في البلد تمشوا ؟؟؟ "" انت ماشي ؟؟ " "أي حيكون اجازة ""تمام"و هكذا كانت بداية الرحلة ...سخانة في الجو و تجمع عدد كبير من الاهل في مصطبة في كوبر و صوت ثرثرة كثيرة و قصص عن البلد و حكايات و ذكريات لاحت في الأفق و مع هذا المشهد و بعد نصف ساعة من الانتظار في ظل أحد العمارات ، أتت الحافلة التي ستقلنا الى عطبرة ..
.
.
بدأت الرحلة و جلست بالقرب من احدى الشبابيك و بجواري ابن عمي و بدأنا نتجاذب أطراف الحديث و تارة نتابع حركة الشاحنات القادمة تجاهنا و التي يصاحبها القليل من التوتر و الخوف أحيانا ، فالطريق ضيق و مزدحم و عملية التخطي أشبه بمجازفات بليستيشينية ك "درايفر 2 " و " نيد فور اسبيد" ، و تتواصل الرحلة الى ان دخلنا محطة شندي ، و من الشباك أزحت الستارة ، فاذا أطفال أعمارهم لا تتجاوز ال10 سنوات يحومون حول الحافلات و الباصات يحملون الفواكه و البسكويت و غيرها . و بعد دقائق واصلنا الرحلة و انطلق سائق الحافلة من جديد..
.
.
حل المغيب جزئيا و نحن على مشارف عطبرة و بدأت الحافلة في الدخول الى عطبرة و في أحيائها و كان من في الحافلة يتحدثون عن انقطاع التيار و تذمر سكان عطبرة من هذا الأمر و البعض الآخر يقول أن الأمر تحسن من ذي قبل و تثور مجادلات سياسية و سرعان ما تنتهي ما ان توقفنا أمام منزل أحد أعمامنا و نزل الجميع و معهم حقائبهم و تقرر المبيت على أن يغادر الجميع صباحا الى البلد . ...الساعة العاشرة مساء ، تم احضار العشاء و أكل الجميع و تفرقوا بعد ذلك و أتى أقارب لنا و أخذوا بعض من الأهل ليبيتوا عندهم بعد شد و جذب و حليفة و طلاقات و زعل و تراضي و لكن في النهاية و بعد سكون المشهد ، ها أنا أستلقي في فراشي متأملا في النجوم و السماء الصافية الا من قليل من بعض السحب المتفرقة هنا و هناك و هدوء تام و بعد حين لم أشعر بنفسي الا و أبي يوقظني ، قم انه الفجر ، و أقوم و كأني لم أنم و اذا الجميع قد صحى من النوم و بعضهما يتوضأ ليصلي و بعضهم قد بدأ بصلاة السنة و بعد صراع مع النعاس قمت و توضيت و صليت الفجر في جماعة و أمنا عمي و بعد حين ، عدت الى الفراش لكي أواصل نومي ، فاذا يخبرني بأننا سنغادر بعد شرب الشاي " قوم حضر حاجاتك سريع " و فعلا جهزت الشنطة و غيرت ملابس النوم و ناولت أخي غياراته و جهزنا و شربنا الشاي،في الحقيقة لم أستسغ الشاي فلي مشكلة مع ما يعرف ب"القنانة" و اللبن " المقنن" و كمان كان لبن " غنم" و بعد ذلك جهزنا و انطلقنا الى موقف المواصلات و أنا أرسم في ذهني تلك الصورة السيئة عن شكل ما سنركب من باص هل هو ذلك الباص الأبيض ذو الخطين الأحمرين الذي أكرهه فلي معه ذكرى سيئة و حادث أصيبت فيه أمي و كنت وقتها طفلا و لكن تعلق كل تلك التفاصيل في ذهني و أتذكر الحادث كلما نظرت الى ذلك الباص ، و لكن فجأة ، "يا ود مبارك أركب أرح"، و أنا في سري أهمهم " أرح وين ، دا شنو الحنركبوا دا ؟؟؟ " و اذا هو بص في مقدمته لوري و مقفل بالحديد و الصاج فقط ولا توجد به شبابيك زجاجية كالباصات و السيارات ، و بعد ذلك ركبنا حوالي الساعة الثامنة صباحا و انطلقنا و لمن نتناول سوى بعض البسكويتات مع شاي لبن الغنم .
.
.
.
و بعد حين خرجنا من عطبرة و وصلنا الى منطقة تسمى العبيدية و فجأة اذا الطريق المسفلت ينتهي و انعقدت حواجبي ، و تسأئلت ، ياربي الشارع دا قطعوه للصيانة ولا شنو ؟؟ ، و لكن قاطعني أحد الأهل سريعا ، "لالا تاني الباقي رمال بس" ، و فجأة اذا المشهد التلفزيوني لأولئك الذين يركبون اللوري و يتوهون في الصحراء و يعطشون و يموتون و كل هذه الأمور قفذت الى رأسي و أصبحت تتكرر كمن شغل اعادة التشغيل في مشغل الموسيقى في حلقة مغلقة ، و لكن بعد حين صفى ذهني ، لأنه لا توجد رمال بل كانت الأرض صلبة و ثابتة و يوجد جمال هناك على مسافة بعيدة و مساكن بدو و عرب رحل متناثرة هنا و هناك و أخذ الجميع يتحدث عن جمال البلد و البنية و عشة الصالحة و البحر و الخلاوي ، فبلدنا هي تمثل العاصمة الدينية للرباطاب و فيها مشايخهم و خلاويهم و تعرف عندهم بالخلاوي و اسمها "ندي" بفتح النون و كسر الدال و الحرف الأخير ياء ، البنية هي ضريح الشيخ و هي بناء مربع فوق قبره تقع عند حافة المقابر ، و فجأة و في ظل هذه الحكاوي و الأسئلة و الأجوبة نسمع صوت ضجة و يتوقف البص ، و بدأت بالتساؤل : ماذا يحدث ؟؟ ، فاذا بالاجبات تتطاير من حولي "دا عادي البص وحل " ، " اسي المساعد بينزل و يخت الصاجات في الرمل و البص سيكمل المسيرة "و فعلا كنا قد تحولنا الى أراضي رملية حد البصر ، و عاد شريط المسلسل التلفزيوني يدور في رأسي من جديد ، فكانوا يقومون بنفس العملية هذه ، و بعد حين تحرك البص مجددا و عاد الجميع الى ما كانوا فيه من حديث ، و ما هي الا لحظات اذا بصوت ضجة و شي قد هرس ، نزل الجميع من البص ، و الكل بدأ في التنظير ، فالكل يتحول الى خبير في مثل هذه المواقف و كلهم أصبحوا ميكانيكين ، و بدأ الجدل ، بعضهم يقول " كسر عمود جنب" و البعض الآخر يقول " لا لا ياخ دي الكرونة شكلوا هرس الكرونة " لقد كنت وقتها في الاجازة قبل المرحلة الثانوية ان لم تخني الذاكرة ، وبالتحديد بعد مؤتمر شهادة الأساس بأسابيع قليلة ، و كان أبي قد اشترى لي كاميرا جديدة وقتها فأخرجتها و أخذت أصور بعض المشاهد للمنطقة ، و انتشر الناس في المكان و كل ذهب لقضاء حاجته و غيرهم مازال يتجادل في أمر البص ، و في النهاية اتضح أن البص قد هرس الكرونة و ملخص الأمر أنه لن يكون قادرا على اكمال الرحلة ، و بدأ السؤال يزحف الى رأسي ، كيف سنصل و أتبعته كمية من الأسئلة ما الذي سيحدث لنا ؟؟؟ و هل هذه هي النهاية ؟؟ و تأثير المسلسل بدأ يظهر جليا .
.
.
.
.
.
و فجأة تحدث أحد الأهل ، أن اللوري الذي سيحضر البابور و الخضار تحرك في اثرنا و سيأتي بعد دقائق و هم الجميع بالانتظار و لا أخفيكم فقد اضفى كلامه هذا الارتياح في نفوسنا جميعا و خصوصا من كانوا يخوضون هذه التجربة للمرة الأولى ، و فعلا ظهر اللوري و توقف بجوارنا و كان الحل هو أن تركب النساء و الاطفال و الرجال كبار السن في اللوري و ينتظر الشباب بص الساعة 10 ، أي الذي تحرك بعدنا بساعتين ، فقرر أبي البقاء فرفضنا ذلك و قلنا لن نغادر من دونك ، فأقنعوه بأن يركب معنا ، و ركبنا اللوري ، و نزل محمد أخي تحت البابور و أبي ركب رجل في الداخل و الأخرى خارج اللوري و أنا واقف على قدمي و واصلنا الرحلة ، و بين توقف للوحل و مواصلة بعد العملية المتكررة مررنا بالقرب من قهوة ، في الحقيقة هي عبارة عن عشة بكسر العين من الحصير و القش ، و لكن قرر الجميع أن عليهم المواصلة ، و ما أن مرت 10 دقائق منذ أن تخطينا القهوة الا و توقف اللوري هذه المرة و نهائيا ، فقد اتضح أنه كسر عمود الجنب و المساعد نسي أن يحمل معه عمود الجنب الاحتياطي ، فقرر الجميع الذهاب الى القهوة فهي على مسافة ليست بالبعيدة و بالفعل كنا نراها بأعيننا ، و لكنها كانت كالسراب كلما مشينا كنا نراها على مرمى حجر و لكن هيهات و بعد مسير و مشقة وصلنا اليها .
.
.
.
.
و في القهوة يوجد زيرين مياه و كافتيرة شاي و بعض البسكويت فقط ، و في منتصف القهوة كان يعلق صاحبها صورة للرئيس عمر البشير ، فقام مجموعة من الرجال بلفت أحد الشيوخ من أعمامنا اليها فكانت ردة فعله قوية جدا : " ************* انت ورانا ورانا كرهتنا البلد دي زاتها حتى في الخلا قاعد " و ضحك الجميع و تعالت الضحكات و بدأ الجميع في الحديث عن السياسة و لم نكن وقتها مهتمين بهذا الأمر فأخرجنا كرتنا من الحقيبة و بدأنا في لعب الكرة في الرمال و كان أجمل شئ هو الباكوررد او الضرب المقصية كما تسمى في مسلسل كابتن ماجد فقد كان يتعذر تنفيذها في أرض صلبة و لكن في الرمال الأمر أشبه بمرتبة اسفنجية لا نهائية ، فعكفنا نكررها فنصيب مرة و نخطئ مرة ، حتى اشتد الحر فرجعنا القهوة ، و بعد حين أتى لوري متجه الى أبو حمد ، و ترجاه الجميع أن يأخذنا الى ندي أو على الاقل أن يأخذ المساعد و معه أحد أقاربنا الى الشريق ليحضر عمود الجنب و يعود و لكن لم تفلح المحاولة ، فرباطاب أبو حمد معروفين بسوءهم ، فهم أحد الرجال الى ضربه و لكن حجزه الناس ، و غادر اللوري غير مأسوف عليه ، و بعد دقائق و على بعد 100 متر ظهر بص 10 و هو يتحرك بسرعة كبيرة و كان مجهزا و أفضل من لورينا بمائة مرة و من فوقه بعض شبابنا ، فندهنا عليهم و أخبروهم بأن يحضروا بعض العربات من البلد لنقل كبار السن و احضار الاسبير و سمعونا و بالفعل ، ما هي الا ساعة و .
.
.
.
.
سمعنا صوت عربتان لاندكروزر ، احداهما للمعتمد و الأخرى لعوض حاج على ، و هو من أعيان الرباطاب ، و دكتور و مؤلف كتاب الحاسوب للمرحلة الثانوية ، فأخذت العربتان كبار السن و وعدت باحضار الاسبيرات و العودة بلوري آخر ليقل البقية "نحن" و بعد ساعات من الانتظار حضر اللوري الجديد و ركبنا و كان الوقت أصبح عصرا و ركبنا اللوري و بدأنا في محاولة الاستمتاع بالرحلة ، فأمسكنا بجوانب اللوري و ملنا بأجسامنا للخلف كأننا في تزلج على المياه بمزلاج شراعي و كانت تجربة رائعة بالفعل و مرحنا جدا و ساد جو من الارتياح بعد رحلة شاقة ، و وصلنا الى البلد .
.
.
.
دخلنا الى أحد البيوت و قدمت لنا وجبة الغداء و كنا جائعين جدا فلم نأكل سوى تلك البسكويتات مع شاي الصباح ، و كانت ثريدا ، و أنا لا أحب الفتة نهائيا و لكني أذكر في ذلك اليوم كانت أطعم ما يمكن و استمتعت بها جدا ، و بالجد الجوع كافر ، فما لا آكله ، كان لي ألذ مافي الأرض من الطعام ، و بعد ذلك ذهبت للزير لكي أشرب بعد أن غسلت يدي ، فاذا بالمياه بنية تماما ، و لكن لا يوجد حل ، اما أن تشرب ، او تظل على عطشك ، و بالفعل قررت أن لا أنظر و أشرب فقط ،.

.
.
.
غسلت وجهي بعد ذلك في محاولة مني لاخراج الرمال من عيني و لكن هيهات ، فبعد محاولات يائسة قنعت بالأمر ، و خرجت لأتفرج على طقوس المولد ، فنادى علي والدي ، " أرح البحر " و بالفعل ذهبنا للبحر و نزلنا و عمنا قليلا أو في الحقيقة كان الأمر أشبه بالاستحمام و استمتعنا بوقتنا قليلا و رجعنا الى المنزل الذي نزلنا فيه ان جغرافيا بلدنا ليست صعبة ، فهي محصورة بين السكة حديد و النيل في مسافة لا تزيد على 800 متر ، حيث يلي قضيبي السكة الحديد القليل من الرمال ثم يأتي المسجد ثم البيوت ثم النخيل و أحواض الزراعة ثم النيل ، هذا عرضيا ، و لكن طوليا تمتد لمسافة طويلة . بعيدا عن السكة الحديد و في الجهة المعاكسة للمسجد يوجد قوز عالي من الرمال ، يطلق عليه عائشة الصالحة ، أو عشة الصالحة ان أردتم و كنا نصعده و ننزل متدحرجين و استمتعنا جدا بهذا الأمر ، في مقدمت هذا التل و على مسافة منه توجد البينة و المقابر ، فزرنا البنية ، و عدنا منها الى المولد ، و الاحتفال كان قد بدأ و النوبة و الصيوان و المعتمد و التبرعات لاعادة تأهيل الجامعة انصرفنا بعد ذلك مع أبي الذي كان يرينا في بيتهم و بيوت أعمامي الذي سكنوا في البلد لفترة ..
.
.
و غابت الشمس عن ندي و حل الظلام ،  فبقينا تحت ضوء القمر ، و أحضروا الفطير باللبن  و لا ترى جيدا ماذا يوجد و لكن كنا نأكل ، فتبين أنه فطير باللبن و كان جميلا جدا و بعد ذلك ذهبنا الى بيت أحد اعمامنا الذي قرر استضافتنا و حلف علينا بالمبيت عنده و بالفعل ذهبنا ، و كانت لديهم كهرباء و دكان و أنوار و شكل من الحياة المدنية ، و كان قادنا بسيارته مسافة ليست بالقصيرة ولا البعيدة و أحضر لنا أسرة و أغطية و نمنا ،حتى أتى الصباح ..
.
.
فصحونا باكرا و شربنا الشاي و رجعنا للمنطقة الاولى و وجدنا اللوري في انتظارنا فركبنا و عدنا الى عطبرة ، و هذه المرة كانت الرحلة سلسة و وصلنا ظهرا و تناولنا الفطور في الموقف وكانت ملاح فاصوليا على ما أذكر و ركبنا بعد ذلك و عدنا الى الخرطوم ، لتكون أول و آخر زيارة لي الى بلدي في رحلة ظلت محفورة في ذاكرتي كل هذه المدة .


 ديسمبر 2012

رحلة دمعة على خدود السمحة


تمر الذكريات سريعة
و تثير الشجن و الحنين
و بعض الألم و فجأة تنهال قطرات الدموع
في رحلة أولها جفون دامية
محمرة
من السهر الدائم المتصل
و عبر تضاريس خدود ناعمة ناضرة
تصعد و تهبط في تواتر متواصل
لتمر عبر منحدر
و مجرى ضيق
بين الخد و الأنف
لتتسارع الرحلة
و تنعطف القطرات
يمينا و يسارا
الى ان تصل
الى طرف الثغر الرقيق
و يتسرب بعضا منها الى داخله
مضفيا مذاقا مالحا
 في أوله
و مريرا عندما يلامس حلقها

لتخنقها العبرة
و يعتصر الحزن قلبها المكلوم


و تواصل البقية
الرحلة
فتهبط في وادي و تخرج منه الى هضبة دقيقة
ترسم ملامح نهاية وجهها البسيط
و تتساقط منها
كقطرة ندى سقطت من صفقة عريضة في نبتة مخضرة
في صباح باكر من يوم خريفي جميل

لتصل الى كيس قماش قطني

يلملم أحزان قلوبنا المغسولة بماء الدموع


....نوفمبر 2012

خربشات في ذاكرة طالب كلية الهندسة جامعة الخرطوم - السنة الأولى (برالمة)- الجزء الثاني


في هذا الجزء سأركز على أحداث الفصل الثاني و تحديدا دوري المستويات و لكن في البدء سأستدرك بعض ما فاتني و ما يستحق الذكر في شكل نقاط سريعة :
دكتور ود المكي : أول محاضرة بي شوطين لعب زي الكورة فيها بريك في النص و عادة أغلب اللاعبين كان لياقاتهم تعبانة و بلعبو شوط واحد بس و كان بتابعو معاه ناس الصف الأول بس ( مرة لعبنا باللابتوب في نص المحاضرة و هو ما جايب لينا خبر ) .ءدكتورة اكرام : كانت بتقفل الباب و كانت لهجتها مصرية فكانت بتعمل جو ظريف خصوصا لمن تجي تطرد زول و توصف بالفانيلة فبتقول : أيوا انت أبو بلوزة كحلي ، لأ اللي وراك أيوا انت
اطلع برا ، و كان الناس بتدخل بالباب الفي آخر العاقة و ببدو يدبدبوا ورا الأعمدة و كان مرة قبضتهم .الزقوم : كانت شجرة قرب القذافي وكان فيها شلة من النفاطة و الزراعيين و المساحين ناس جروب أ و تعتبر منطقة نشاط للفئة الأولى (راجع نوتة التقديم )ءدكتور شريف باص : و كان من أهم مميزاته الطرد العشوائي كان بحب يطرد و بطرد صفوف يعني من نص القاعة و لي ورا برا .
ساره : أستاذة الدراسات السودانية ، كان محاضرتها من أجمل المحاضرات و كان طوالي بيحصل فيها جو جميل و تفاعل بينها و بين الطلبة و كانت بتملينا المحاضرة تملية فكانوا الطلبة دائما بعاكسوها و بناقروها و هي بتزعل بسرعة ، لكن كانت من أكتر المحاضرات الطلبة بحبو يحضروها .بعد دا نكمل موضوع السمستر التاني ، كان فيه يوم أكاديمي و في أسرة للمستوى كان و عندها اجتماعات و كدا فنظمو يوم كدا فيه عرضو أغلب الأقسام شغلهم و كدا ، و تاني طبعا الدوري بتاع المستويات و اللي كان في الميدان الغربي و هنا حأقتبس من نوت قديم  : https://www.facebook.com/notes/samih-mubarak/رؤية-فنية-و-تحليلية-للبطولة-الميكانيكية/39586364347"
نبدأ باسم البطولة شامبيونز ليغ 07 الفائز بها هو فريق ميكانيكا 07 بعد تغلبه في النهائي على فريق مدنية 07 ولكن الموضوع ليس من فاز ومن خسر بل الموضوع الفرق بين التسمية و الشكل العام للبطولة كان هناك مجهود يذكر فيشكر من اللجنة المنظمة لكن كانت هناك الكثير من العيوب و من هذا المنطلق نطالب بتقييم كامل من رئيس اسرة 07 للجنة المنظمة.


نبدأ بالفرق المشاركة و نأخذها بالتفصيل و ما هي العيوب والمميزات ,,,,,:اولا: زراعية + تعدين فريق جيّد ضم عناصر لا بأس بها عابهم التنظيم داخل الملعب والربط بين الوسط والهجوم و الوسط و الدفاع.
ثانيا: مساحة
يمتلك ترسانة من المهارات الفردية و لكنه يعاني من قلة الانسجام و التخبط في الادارة الفنية.
ثالثا: كيميائية +نفط
الفريق الوحيد الذي اقنعني رغم هزيمتنا لهم برباعية لكنهم فريق متميز ولولا سوء قرار اللجنة المنظمة باستبدال كيميائية + تعدين بكيميائية +نفط مع العلم ان نفط كان مع زراعية و تدربوا معا و لكنهم مع ذلك قدموا كرة قدم جميلة تليق بزي الارسنال الذي كانوا يرتدونه و لكن يبدو انهم قلدوا الارسنال حتى في الخروج من البطولات بعد اداء ممتع و يعاب عليهم مزاجية بعض اللاعبين وضعف حراسة المرمى .
رابعا :كهرباء
المرشح الرئيسي للقب و يصح ان نطلق عليه لقب الخاسر الاكبر بالغ لاعبوا كهرباء في الاحتفال بالاهداف وتسرب الغرور اليهم و ظنوا انهم فازوا و لكنهم نسوا ان كرة القدم تلعب من شوطين فعدنا بقوة في الشوط الثاني و انتزعنا التعادل و التأهل . يعاب عليهم غرورهم وضعف حراسة المرمى و لكن للحق لقد ظلموا من قبل اللجنة المنظمة فلم يطالبوا بحقهم في اعادة مباراتهم مع مدنية التي جرت يوم الثلاثاء الموافق ليوم التعداد فلم يتمكن الكثير من لاعبيهم من الحضور و اكملوا المباراة بنفس اللاعبين ولم يجروا تغييرا لعدم وجود البدلاء .
خامسا: الوصيف مدنية
و صيف البطل ينتهج الاسلوب الايطالي الدفاعي و الاعتماد على الاخطاء خارج منطقة الجزاء لتميز لاعبيهم فيها و بعض الاساليب البعيدة عن الروح الرياضية و لكنها طريقة ناجعة اوصلتهم للنهائي مع ان الحظ وقف بجانبهم وساعدهم بعض اعضاء اللجنة المنظمة الذين مهدوا لهم الطريق بدليل موعد مباراة كهرباء و مباراة زراعية التي شهدت احداث غريبة حيث غير الحكم كيف يتم تغيير حكم رسمي في مباراة رسمية دون سبب مقنع و لعدة مرات هذا ما لم نسمع به من قبل أذلك لان الحكم طرد منهم عدة لاعبين ام ماذا ؟
مع العلم ان مباراتهم انت يوم اثنين و مباراة ميكانيكا كان من المفترض ان تلعب يوم الثلاثاء فاذا بها تؤجل للاربعاء قبل يوم واحد فقط من المباراة النهائية التي اجريت يوم الخميس.
سادسا و اخيرا الفريق البطل :ميكانيكا
بدأ الاعداد منذ فترة و اجرى العديد من المباريات الاستعدادية و لم يكثر من الهتافات و الوعيد بل عمل في صمت بدأ المشوار بمبارة متوسطة المستوى ضد مدنية انتهت بثلاثة اهداف مقابل ثلاثة اثبتت قوة هجومنا وضعف حراسة مرمانا و ليس دفاعنا ولكن الدفاع يتحمل جزء من الاخطاء , المباراة الثانية هي المباراة الحلم مفتاح البطولة ضد كهرباء بدأنا المباراة بطريقة دفاعية لان التعادل يكفينا و لكن لسوء الحظ ارتكبنا بعض الاخطاء ادت لولوج اهداف سهلة لمرمانا و كان لابد من اجراء تغيير فانتهجنا الاسلوب الهجومي و لحسن الحظ كان لدينا البديل المتميز مفتاح تلك المباراة معاذ محمد الزبير الذي ومنذ دخوله مع نهاية الشوط الأول تغير الاداء و سنحت له انفرادة لكنه اضاعها و مع بداية الشوط الثاني غيرنا من الخطة تماما و لعبنا بارتكاز وحيد هو بوتشا احد نجوم تلك المباراة و ثلاثة لاعبين في الوسط الهجومي و مهاجمين مما ادى لاكتساح كامل وهدف بوتشا من منتصف الملعب من الضربة الثابتة اشعل الحماس في قلوب اللاعبين و انتهت المباراة بالتعادل الذي اهلنا بهدفي بوتشا ومعاذ و تاهلنا لملاقاة كيميائية و نفط في قبل النهائي التي شهدت لعبنا بنفس خطة الشوط الثاني لمباراة كهرباء مما ادى لحسم المباراة سريعا و اراحة اللاعبين للنهائي . النهائي جاء مملا و لم يرتقي لمستوى التطلعات نسبة للارهاق الذي كان يعاني منه لاعبي ميكانيكا وغيابات بعض لاعبي مدنية نسبة للايقاف. و مميزات فريق ميكانيكا كانت تتمثل في الانضباط التكتيكي و تغير الحارس قبل فوات الاوان و البديل الجاهز وفي وسط الملعب معاذ + علي وداعة +احمد شمس افضل لاعب في البطولة +محمد عبدالله و الهجوم القوي محمد ابراهيم 9.5 و كرسبو المهاجم القناص هداف البطولة و لا ننسى الدفاع رباعي الظهر كان فريدا من نوعه ز متميزا طوال مشوار البطولة ."دي تفاصيل الدوري و الفرق و تحليل أهم ما جاء في البطولة و اتكتبت بي تاريخ October 13, 2008بعد نهاية الدوري ، كان جات حاجة جديدة علينا و اللي هي دوري الجامعة و منتخب هندسة ، بعد ما فزنا بالدوري كان في بالي اني أدرب منتخب هندسة يوم من الأيام ، مع اني اقتربت من الحاجة دي لكن حصلت ظروف ما ساعدتني أصل حسب خطتي الكنت واضعها و خلوها لي قدام ، أسي نرجع للمنتخب كبرالمة كانت كور المنتخب شي جديد علينا و أغاني التشجيع و السيرة و التجمهر في اللبخة و النشيد الوطني لكلية الهندسة و العمارة جامعة الخرطوم و بداية السيرة و الشرائط البتتلبس في اليد و السيرة كانت بتبدأ من اللبخة و تتحرك على معمار و بعد داك تواصل بالشارع دا مرورا بي آداب و نقيف في اي كلية نشنفها بالأغاني و كلو كلية عندها أغنية خاصة ، معمار كان تابعة للهندسة و بقيفوا يشكروها و بعد داك آداب يشتموها و منها لي اقتصاد و شارع المين و علوم و هنا السيرة بتقيف و الناس بتقعد في الأرض و بتبدأ أغنية العديل و الزين و البنات يزغردن و الأولاد يبشروا و بعد داك الناس بتبقى جارية عشان تحصل المدرج الكان بكون في جزء من الناس زاغو أو ضحو بالسيرة عشان يصلو المدرج و بعد داك الناس بتقعد في المدرج و ببدأ التشجيع ، أنا صراحة ما كنت مجرب الحاجة دي أول مباريات لأنو كانت بتصادف محاضرات الاسلامية و كنا ما بندك لسة الوقت داك لكن لمن ورونا اغلب الناس دكت المحاضرة و بقت تحضر الكورة و تشجع المنتخب و اللي كانت أيام جميلة و كانت فيها أحداث ظريفة و مشادات مع الفرق التانية  و كان وصلنا النهائي لو ما خانتني الذاكرة ضد اسكول و كان حصلت جوطة كدا في النهائي اذا ما كنت ملخبط مع سنة تانية و المهم في النهاية أقنعونا انو الكورة تعادل و الكأس 6 شهور - 6 شهور ,و جينا اكتشفنا في وقت لاحق انو دي كانت غشة ساكت و الكاس أخدوه ناس اسكول بس عشان ما جماهير هندسة تجوط .دي كانت أبرز الأحداث في السنة الأولى و طبعا ما كان في اسبوع مهندس لأنو نحن سنة فردية يعني دفعتنا 2007 فبنصادف اسبوعين مهندس بس لكن كان في معرض بتاع ناس كهرباء كان ظريف برضو .و بي كدا نكون ختمنا السنة الأولى و البرلمة و امتحنا في ال  EXAM HALL امتحانات السمستر ال2 و كانت قاعة ليها رهبتها و الحمد لله عبر من عبر و تعثر من تعثر و عدت اولى بي خيرها و بي شرها بي برلمتها و بي قصصها ، النوت مافيها تفاصيل و انا قصدت كدا عشان أي زول يتذكر حاجة بتخصه ، أنا رسمت الحيطة ال 3 دي و الناس بعد دا تلون بي ذكرياتها الحيز دا .النوت القادم حيكون السنة الثانية في كلية الهندسة ان شاء الله ف انتظروه ...

أكتوبر 2012