البعض يلوم الشباب على مغادرتهم
للبلاد بهذه الكثافة و أنا منهم و لكن مع بعض التفكر في المسألة ، أغلبية
من يغادر لم يحب هذا الوطن ،لا يربطه به رابط قوي ، لم يتم تعليمنا هذا في
ظل هذا النظام ، تم ربطنا منذ الصغر بالمشروع الاسلامي للانقاذ منذ صفا و
انتباه في الاساس و الله أكبر و لله الحمد (الجهاد) و المناهج كلها تغذي و
بطريقة غير مباشرة هذا المنحى و الوطن مربوط بالفكرة الانقاذية الاخوانية و
عندما كبر الجيل و رأى فشل الانقاذ البعض
رفض الاعتراف بفشل التجربة و أصبح كوزا و الآخر طعن في الدين و أصبح ملحدا
و جزء آخر ذهب للبحث عن مذاهب أخرى (شيوعية و غيرها ) و جزء آخر اتجه الى
السلفية ، ، و الغالبية أصبحت غائبة عن الوعي ، تعرف ان النظام سئ و البلد
لم تقدم لنا شيئا و البلد و النظام شئ واحد فالحل هو الهروب و الخروج ،
شباب الكيزان في معظهم لا يؤمنون بالبلد ، تجد نسب قليلة ممن لهم ارتباط
بهذا البلد لدرجة أن يقدموا مصلحته على مصلحة هذا البلد ، المشكلة ليست
مشكلة ظروف فقط المشكلة مشكلة ثقافة جيل بأكمله تسببت الانقاذ في توهانه ،
لذلك تجد كل من يتمسك بمنهج سياسي متعصب جدا لهذا المنهج لانه كالغريق الذي
طفا على السطح و وجد طوق نجاة ، و من هنا تبدأ ظواهر العنف و البعد عن
الحوار الخلاق و ضيق الأفق و الاتجاه الواحد زي ما بنقول ، و السواد الأعظم
كفر بكلمة سياسة قبل أن يعرف معناها أساسا ، اسأل 10 من الشباب ما معنى
سياسة ؟ ، ما معنى يسار و يمين ما معنى وسط ، ما معنى شيوعية ، ما معنى
اشتراكية ، ما معنى اسلام سياسي ، ما معنى ليبرالية ، ما هي أنظمة الحكم ،
ما معنى بيروقراطية ،و ستدهش تماما من عدم المام جيلنا الحالي و جهله
الكبير ، و المعارضة توقع الفجر الجديد ، كان عليها أن تدرس من سيقومون
بالديمقراطية و سيستلمون نظام الحكم بعدهم و من سيصوتون و يشكلون الأغلبية ،
ماذا يعرفون ؟؟ ، لماذا يخافون السياسة ؟ ، لماذا يجهلونها ؟ لماذا نعلم
الاستبداد و نورثه و نأتي و نطالب بالديمقراطية ، لماذا فشلت الديمقراطية
في هذا البلد و أعقبتها انقلابات دامت عقود لماذا لا تتم مراجعة أسباب
الفشل و محاولة التخلص منها قبل الذهاب بهذا النظام المتهالك ، حتى لا نكون
كمصر و تونس ، اليس هذا ما قالوه في الفجر الجديد ، لا نريد تكرار المشكلة
في تونس و مصر ، اذا هذا الجيل يجب أن يشرك في التغيير أو على الأقل أن
يؤخذ في الاعتبار حتى لا نكرر المشكلة ، و مع هذه الفوضى فانهم يرحلون ، لا
نلومهم على الرحيل ، بل نسعى لخلق وضع أفضل و جاذب للعودة .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق