عند الفجر و مع صوت المؤذن و بعض النسمات الباردة وقفت وحيدا في محطة البلابل منتظرا عوض مرحوم سائق الترحيل ليقلني الى قري . و بعد لحظات وصل عوض مرحوم و ركبت الحافلة و على بعد أمتار توقفنا لنقل الفني الفلبيني مستر جو ، و بعدها توجهنا الى الكلاكلة ليركب معنا الفني فؤاد و بعد لحظات ، تظهر لك شخصية عوض مرحوم بشتم النظام الحاكم و توعد الرئيس بالمحاكمة الجنائية في لاهاي و انتقاد سياسات النظام ولا أنكر أني ارتحت كثيرا لوجود شخص ينفس عني ما لا أستطيع قوله ، و بعد طريق ليس بالقصير وصلنا الكدرو لاصطحاب محمد علي ، موظف سيقا وسط سخط عوض على سوء الأزقة و تذمره من أن محمد علي يجب أن ينتظر الترحيل في الشارع الرئيسي لا أن يقله من بيته و بعد محمد علي توجهنا الى الطريق الرئيسي و فجأة توقف عوض ليقل الفني و مشغل الآليات حسن سيد أحمد و بعد ذلك توجهنا الى الدوم حيز السكن أو "الميز" و أنزلت حقيبتي و دلني على مكان اقامتي و سريري و رجعنا بسرعة الى الحافلة للتوجه الى منطقة قري الحرة لبدء يوم العمل المعتاد ، و وصلنا الى مكان العمل و نزلت و سجلت اسمي عند الحرس و تأكد من هويتي و بعدها دخلت الى الكافتريا لشرب شاي الصباح و من ثم تم ارشادي الى المهندس المسؤول : لؤي ، و أجرينا محادثة سريعة و تعرفنا و كان هذا ملخص اليوم الأول .
بعد الانتهاء من العمل عدنا الى السكن و تعرفت الى الروتين اليومي و هو الاستيقاظ لصلاة الفجر و الشاي باللبن مع البسكويت ، مع مشاهدة تلفزيونية للأخبار و من ثم التجهييز للترحيل و المغادرة الى الشركة و العودة في تمام الرابعة و الثلث عصرا و صلاة العصر و الغداء و مع المغرب شاي المغرب و من ثم في تمام العاشرة الحليب الساخن مع البسكويت و بعده اما التلفاز أو النوم و هكذا دواليك .
مشاهد آسرة :
جميل
الريف و الأجمل هو هذا الهدوء الآسر الذي يجعلك تسمع ما بداخلك بوضوح تام
مع رفقة سماء جامعة الأضداد حيث السواد الكاحل مرصع بالنجوم المتلألئة
المنتظمة البعثرة شديدة التميز
شروق الشمس و نسمات الهواء الصباحية تداعب الحشائش في فناء السكن و كأن الأرض ولدت و أخذت أولى أنفاسها .
شخصيات :
#مستر جو : فلبيني ، أكمل عامه العاشر في السودان ، ماهر جدا ، متفاني في عمله ، كثير الهزار أوقات فراغه ، يحب زملائه و يتحدث السودانية بتكسير جميل ، فيكثر من كلمة تقضل و صباح الخير و ينطقها : فضل و صباح الكيييييير ، و بعد المشاغلات مع عم ميرغني الذي يقول له دوما "خربان" و ينفجران بالضحك ، كان يصحو فجرا ليقوم بالتمارين الرياضية .
#باشمهندس لؤي : مهندس لامع و مميز خريج هندسة زراعية الخرطوم ، يعاني من وضعه في الشركة كقائد لهذه المجموعة و تحت مدير لا يقدر مجهوده ولا يفمه ، طيب جدا ، يحمله المدير أخطاءه و لكنه لا يرميها على الفنيين فأصبح بين المطرقة و السندان ، و كلما يشرح لي ، يقول لي :" أنا ما بشرح ليك عشانك ، لكن عشان أحس لسة بالفرق بيني و بين ديل " يقصد الفنيين لانه يرتدي الأبرول مثلهم و يعامله المدير مثلهم ، بالرغم من تميزه على المدير نفسه .
بعد الانتهاء من العمل عدنا الى السكن و تعرفت الى الروتين اليومي و هو الاستيقاظ لصلاة الفجر و الشاي باللبن مع البسكويت ، مع مشاهدة تلفزيونية للأخبار و من ثم التجهييز للترحيل و المغادرة الى الشركة و العودة في تمام الرابعة و الثلث عصرا و صلاة العصر و الغداء و مع المغرب شاي المغرب و من ثم في تمام العاشرة الحليب الساخن مع البسكويت و بعده اما التلفاز أو النوم و هكذا دواليك .
مشاهد آسرة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق