من المثير للإعجاب
و الدهشة دائما كيف العالم
بيتغير و تفكيره و الأشياء التي كانت مدعاة للدهشة و الاستنكار و بالإجماع
عليها تصبح
تحولا ، فمثلا في الصراع السياسي الأمريكي في 1865 م في عهد الرئيس لنكولن ،
كان هنالك
صراع حاد و شرس و حرب أهلية و موضوع العبودية و الرق هو قلب الصراع ، و في
مجلس النواب
يقوم أحد النواب و ييتحدث عن أنه ضد التعديل الدستوري رقم 13 و التي تتحدث
عن تحريم العبودية و كان الصراع في أوجه بين الحزب الجمهوري و الحزب
الديمقراطي حيث سعى الجمهوريين بقيادة لنكولن لتمرير التعديل و كان الحزب
الديمقراطي معارضا له و بشدة و في ظل هذا التوتر ، أكمل النائب حديثه حيث
أوضح موقفه ، أنه ضد العبودية فصفق الجمهوريون و استدرك سريعا ، انه اذا
منحوا حق الحرية لأربعة ملايين من الرقيق ستعم الفوضى و سيضطرون لاعطائهم
حق التصويت و انه سيكون من الظلم عدم اعطائهم حق التصويت ، أتريدون منحهم
التصويت ؟؟ فصفق الديمقراطيون ، و واصل في خطابه ، اذا أعطيناهم حق التصويت
، سيأتي علينا يوم لمنح النساء حق التصويت فكانت الدهشة بأن النواب جميعهم
و بلا استثناء استهجنوا و استشاطوا غضبا ، توحدوا ضد منح النساء حق
التصويت ، فكان أمرا مستبعدا مستنكرا ، و من ينظر اليوم الى الانتخابات
الأخيرة و قرب فوز هيلاري كلينتون بموقع الديمقراطيين للمنافسة على السلطة و
كذلك في فرنسا و ميركل في ألمانيا ، أمر يعطي الأمل لشعوبنا و نسائنا
تحديدا ، أنه سيأتي يوم ترتقي فيه المرأة من وصف أنثى الى وصف انسان ليصبح
التمييز أمرا ممنوعا بالدستور لا تمييز ديني ولا تمييز عرقي ولا تمييز على
أساس النوع ذكر/أنثى و مقدار تحرر المرأة يمثل مرآة حقيقية لتقدم المجتمع و
تطوره و بداية التقدم نحو واقع أفضل .
كل هذا التطور مر عبر بوابة الديمقراطية ، بدأ الأمر بالرق تلته الطبقات الكادحة في الاشتراكية ، ثم النساء بعد ذلك ، العالم في تطور و تغير مستمر و يجب الوقوف كل فترة لرؤية الصورة الكبيرة و محاولة فهم التاريخ لوضع رؤية لمستقبل أفضل .
كل هذا التطور مر عبر بوابة الديمقراطية ، بدأ الأمر بالرق تلته الطبقات الكادحة في الاشتراكية ، ثم النساء بعد ذلك ، العالم في تطور و تغير مستمر و يجب الوقوف كل فترة لرؤية الصورة الكبيرة و محاولة فهم التاريخ لوضع رؤية لمستقبل أفضل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق