الجمعة، 1 مارس 2013

خواطر بلا عنوان -2



من المثير للإعجاب و الدهشة دائما كيف العالم بيتغير و تفكيره و الأشياء التي كانت مدعاة للدهشة و الاستنكار و بالإجماع عليها تصبح تحولا ، فمثلا في الصراع السياسي الأمريكي في 1865 م في عهد الرئيس لنكولن ، كان هنالك صراع حاد و شرس و حرب أهلية و موضوع العبودية و الرق هو قلب الصراع ، و في مجلس النواب يقوم أحد النواب و ييتحدث عن أنه ضد التعديل الدستوري رقم  13 و التي تتحدث عن تحريم العبودية و كان الصراع في أوجه بين الحزب الجمهوري و الحزب الديمقراطي حيث سعى الجمهوريين بقيادة لنكولن لتمرير التعديل و كان الحزب الديمقراطي معارضا له و بشدة و في ظل هذا التوتر ، أكمل النائب حديثه حيث أوضح موقفه ، أنه ضد العبودية فصفق الجمهوريون و استدرك سريعا ، انه اذا منحوا حق الحرية لأربعة ملايين من الرقيق ستعم الفوضى و سيضطرون لاعطائهم حق التصويت  و انه سيكون من الظلم عدم اعطائهم حق التصويت ، أتريدون منحهم التصويت ؟؟ فصفق الديمقراطيون ، و واصل في خطابه ، اذا أعطيناهم حق التصويت ، سيأتي علينا يوم لمنح النساء حق التصويت فكانت الدهشة بأن النواب جميعهم و بلا استثناء استهجنوا و استشاطوا غضبا ، توحدوا ضد منح النساء حق التصويت ، فكان أمرا مستبعدا مستنكرا ، و من ينظر اليوم الى الانتخابات الأخيرة و قرب فوز هيلاري كلينتون بموقع الديمقراطيين للمنافسة على السلطة و كذلك في فرنسا و ميركل في ألمانيا ، أمر يعطي الأمل لشعوبنا و نسائنا تحديدا ، أنه سيأتي يوم ترتقي فيه المرأة من وصف أنثى الى وصف انسان ليصبح التمييز أمرا ممنوعا بالدستور لا تمييز ديني ولا تمييز عرقي ولا تمييز على أساس النوع ذكر/أنثى و مقدار تحرر المرأة يمثل مرآة حقيقية لتقدم المجتمع و تطوره و بداية التقدم نحو واقع أفضل .
كل هذا التطور مر عبر بوابة الديمقراطية ، بدأ الأمر بالرق تلته الطبقات الكادحة في الاشتراكية ، ثم النساء بعد ذلك ، العالم في تطور و تغير مستمر و يجب الوقوف كل فترة لرؤية الصورة الكبيرة و محاولة فهم التاريخ لوضع رؤية لمستقبل أفضل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق