الجمعة، 19 يوليو 2013

خواطر سياسية

  • الفكرة تحمل ثلاث مستويات : مستوى النظرية و مستوى الفهم و مستوى التطبيق ، و بين هذه المستويات يكمن التعقيد
  • قد تكون الفكرة كنظرية ممتازة جدا و لكن تكمن الصعوبة في فهمها و شرحها و الانتقال بها الى مستوى الفهم فتظل رهينة الكتب و الدفاتر
  • بعض الأفكار ممتازة على مستوى النظرية و سهلة الفهم و الشرح و لكن عند محاولة تطبيقها تفشل فشلا ذريعا ، هذا الفشل لا يمس الفكرة كنظرية و لكن يمسها كتطبيق و فهم معا ، بعض الأفكار ناجعة على المستويات الثلاث .
  • الأديان كأفكار ، تعتبر ممتازة على صعيد النظرية ، ليس كلها و لكن بعضها ، تصبح المشاكل و التعقيدات على مستويي الفهم و التطبيق
  • محاولة تحويل الأديان الى أنظمة سياسية ، يجبرك على تحويل الفكرة من مستوى النظرية الى مستوى الفهم ثم التطبيق و هنا يحدث الصراع
  • قدسية الدين كفكرة ، و فشل تطبيقه في مستوى التطبيق مع الرجوع الى مستوى الفهم كمسؤول مباشر عن هذا الفشل ، يقود الى مصادمات عنيفة
  • أنا أويد فكرة العلمانية ، لأنها تنأى بالدين كفكرة مقدسة و لكن تأخذ بعض من أفكاره تحت مسميات أخرى تحفظ للجميع حق الانتقاد و التجريب و التعديل ، بحيث يتم التنقل بسلاسة بين مستويي الفهم و التطبيق في النظم السياسية و هو المطلوب لحكم الناس و ادارة شئونهم للوصول للأفضل .
  • الاسلام السياسي ، به بعض الجوانب الجيدة كفكرة و لكن له عدة جوانب ضبابية ، عطل كثيرا بسبب القدسية الوهمية على مستوى النظرية .
  • نظرية الاسلام السياسي ليست مقدسة و انما هي أفكار حسن البنا و من خلفه ، و هي ليست الاسلام الدين و لكنها نظرية مأخوذة من مستوى الاسلام الفهم ، و ليس مستوى الاسلام الفهم فقط ، بل النظم السياسية الملائمة للحقبة التاريخية المعينة من العصر الاسلامي الأول .
  • منح الاسلام السياسي القدسية أتى من الخلط بينه و بين الدين الاسلامي كدين على مستوى النظرية و الفهم و التطبيق ، في حين أنه فرع من مستوى الفهم .
  • عند التطبيق في السودان و مصر ، انكشف فشل الفكرة و خوائها ، و هنا يقودنا الى أن العلة في مستوى الفهم من الفكرة و مستوى التطبيق و في النظرية، خطورة المسألة كمنت فيمن عندهم الخلط حيث لم يستوعبوا كيفية فشل الفكرة المقدسة و هي الموعودة بالغلبة ، و هنا يظهر زيف الفكرة عن أصل الدين كدين .
  • قد تنجح فكرة الاسلام السياسي ان كانت عزلت عن القدسية و محصت و طبقت و أعيدت نتائج التطبيق ليتم التعديل على مستويي الفهم و النظرية ، و لكن لعدم توفر هذا الأمر انهارت الفكرة أمام أول الاختبارات الحقيقية و العملية .
  • تتفوق البرامج الحزبية و الأفكار و الأيدلوجيات الأخرى ببعدها عن القدسية و امكانية التطبيق و التعديل على المستويات الثلاث للفكرة ، الأمر الذي جعلها تتفوق نوعا ما و تتطور و ما زالت في حالة من التطور ،فالشيوعية كمثال تجد فيها عدة مدارس حتى محمد ابراهيم نقد له فيها اجتهادات .
  • اجتهادات محمد ابراهيم نقد و الحزب الشيوعي السوداني كانت في محاولة التعديل على مستويي الفهم و التطبيق للتقريب للجماهير و الموائمة للمنطقة .
  • مثل هذه المحاولات ، عندما قام بها دكتور حسن الترابي في الاسلام السياسي جوبه بالنقد من القيادات في الحركة الاسلامية ، فدكتور حسن الترابي يعتبر ان الحركة الاسلامية السودانية يجب أن تكون متفردة ولا ترتبط بالنموذج المصري أو الحركة كحركة موحدة خارجية ، في الوقت الذي عارضه فيه الحبر يوسف نور الدائم ، مشددا على ضرورة الارتباط ، و هنا يأتي الاختلاف على مستويي الفهم و التطبيق ، تفسير انما المؤمنون أخوة يختلف عند دكتور حسن الترابي منه عند الحبر يوسف نور الدائم و هنا تكمن الضبابية التي أتحدث عنها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق