في مقولة لدكتور فرانسيس دينق : «إن الذي يفرق في السودان، هو المسكوت
عنه»
الصادق المهدي يمثل المقولة دي بصورة دقيقة جدا كأنما هي قيلت فيه
، السبب أو الحاجة الخلتني أكتب هو زمان كان حضرت فيديو لي دكتور جون و
فهمت من السياق العام دور الصادق السلبي في أزمة السودان و كنت ناوي أرجع
أفتش الفيديو ، فبالصدفة اليوم لقيت الرسالة بتاعت دكتور جون قرنق للصادق و
وضحت لي بصورة أدق ، ما حتحوجني أرجع للفيديو ، و بطريق دقيقة و ممنهجة و
مرتبة كعادته دائما ، سأورد فكرتي أولا ثم أضيف اليها بعد النقاط من
الرسالة و أخيرا سأضع رابط الرسالة لمن يريد الاطلاع عليها كاملة و هو ما
أنصح به .
من أكبر الأخطاء في السياسة السودانية هو مسألة القبول
بالصادق المهدي في التجمع الوطني ، أو تحديدا اشراكه في مسألة التحرك
الجماهيري أو الانتفاضة التي كان يجب أن يقوم بها التجمع في الخرطوم تحت
وهمية انه ليه وزن على الأرض ، من أجمل ما قدم من نقد للثورة الروسية ما
كتبته روزا لوكسمبوج ، و في خضم حديثها تطرقت الى ما افتقده الاشتراكيين
الألمان من الشجاعة و المبادرة التي اتسم بها البلاشفة بقيادة لينين و
تروتسكي ، فقد اتهمتهم بأنهم تلاميذ للقماءة البرلمانية و هو تعبير استخدمه
ماركس لوصف البرلمانيين البيفتكروا انه التاريخ بيتقرر بالاقتراحات و
التصويت و نقاط النظام في المناقشات البرلمانية ، و مسألة انهم تلاميذ
للقماءة البرلمانية جعلت عندهم هاجس لفعل أي شيء ما عليك أن تحصل على
الأغلبية أولا و محاولة تطبيقه على الثورات ، حيث وضحت أن الامر حقيقة يتم
على العكس تماما و هنا أقتبس منها : " ليس عبر الأغلبية الى التكتيك الثوري
، بل عبر التكتيك الثوري الى الأغلبية - هكذا تسير الأمور " ، فما انتقدته
روزا عند الاشتراكيين الألمان هو ذاته ما اتسمت به المعارضة الشمالية
تحديدا في موقفها من حزب الأمة و الصادق المهدي فالفهم المنغلق على ضرورة
ايجاد أغلبية لاجراء أي تحرك ، ساعد في تقديم الصادق المهدي الى دور قيادي
في التجمع تحت مزاعم أغلبية حزبه أو وزنه على الأرض و هو أمر (debatable )
قابل للنقاش و المراجعة خصوصا بعد الانقسامات التي طالت حزب الأمة و تحول
جزء من مراكز ثقله في دارفور بعد مواقفه المخزية المتكررة ، الهاجس بتاع
الوزن الانتخابي أو الوزن على الأرض أبقى الصادق في المعادلة لفترة طويلة
فاذا رجعنا لكلام روزا لوكسمبورج الصادق بيمثل حسب فهم القماءة الجانب
الاول الأغلبية الى التكتيك الثوري ، فالمعادلة خاطئة من البداية و الأكثر
ألما أن الصادق المهدي هو الشخص المنوط به نقل المعارضة الى التكتيك الثوري
عبر أغلبيته، يعني بتعبير مبسط البلف في يده ، فكان كالسوسة التي نخرت
السلسلة الفقرية للمعارضة السودانية و حتى توقيع اتفاقية السلام و الى
اليوم ما زال يمارس في نفس الدور السلبي ، أما آن الأوان لقلب المعادلة ، و
اخراج الرؤوس من الرمال و التحدث بوضوح عن المسكوت عنه ؟؟؟
الآن سأورد بعض مما ورد في الرسالة :
- " فإذا كان الشعب السوداني يغفر، يجب الا نتوقع منه أن ينسى.."
- " في نموذجكم للسودان فإن المواطنين يقسمون إلى قبائل صديقة، وأخرى غير صديقة " .
- " وفي كثير من المرات حاولت جر التجمع لكي يبصم على مشروعك للمصالحة مع نظام الجبهة، وقد نجح التجمع في مقاومة وصد هذه المحاولات ".
-
" إن مما يُذهب العقل أن تأتي الاتهامات بتدويل الحرب في السودان، من نفس
الرجل الذي كان يبحث عن تدخل دولي من الأمم المتحدة يعيده إلى السلطة " .
-
«إن هدف القتال ليس قتل جندي العدو، ولكن تجريده من القدرة على القتال»..
و«إن قتل جندي العدو غير المسلح، أو بعد تجريده من السلاح تعد جريمة» دكتور
جون قرنق عن مباديء الجيش الشعبي .
- "هم قد يغفرون، لكن لا تتوقع منهم
أن ينسوا، ومن قبيل تفتيح الجروح وزيادة الآلام أن تأتي أنت، لتحاضرهم عن
حقوق الإنسان." متحدثا عن أبناء سلاطين مذبحة بور التي يسأل عنها الصادق
المهدي حسب ما ورد في الرسالة .
- "ألم تكن أنت وحزبك وراء إبعاد أعضاء منتخبين من البرلمان، وحظر حزب سياسي شرعي " يقصد الحزب الشيوعي السوداني و نوابه .
-
" ووراء استحداث مادة الردة في مشروع الدستور، نفس التهمة التي أُدين بها
شيخ الرابعة والسبعين من عمره وهو محمود محمد طه وأعدم في عهد النميري؟ ".
- " الاعتقاد عند بعض الساسة أن لهم حقاً تاريخياً وأبدياً في ملكية السودان، إن لم يكن حقاً سماوياً مقدساً " .
لمن يريد الاطلاع على الرسالة كاملة :
http://www.sudanile.com/index.php/2008-12-01-11-35-26/9700-2010-01-13-16-38-02
الرسالة كانت بتاريخ 31 يناير 2000
