الخميس، 6 نوفمبر 2014

كان حبا من ورق .. فاحترق

أمديني بنورك حين يضحي الليل قطعة سوداء لا قمر فيها ولا دليل من نجوم ، ادليني بنورك الوضاء من بسمات ثغرك او خذيني اليك بنظرة من عليائك المجيد ترفعني اليك درجات .. أرى فأرقى .

اموت و أحيا بين همسك ، ِلدِيني رفاة محروقة في الرماد و انفخي فيّ من روحك ، فتخرج من نارك اسطورة الفينيق حبا خالدًا يبعث من جديد .

فاكون منك و فيك و بك و اليك ، كنتِ فكنتٌ و ان لم تكوني لم أكن ، انت الماضي و الآت انت المحيا و أنت الممات ،انتِ أنتِ و أنا أنتِ يا سيدة الذات  .

و لكن ...

يا سيدتي مات حبك فيّ من سنين ، و نادى المنادي من  كان يحب حبها فحبها قد مات و من كان يحب جرح حبها فجرح حبها حي لا يموت .

نام طيفك في الكهف سنين عددا، و اتاني ليزور المحب القديم ، فوجد القلب قد شاخ قبل الروح و الجسد ، فلا ينفع اليوم ما كان حينها حقا و حقيقة ، ما لم يكن حبا زائقا بل كان شيئا من يقين و لكن  رحل العمر و احترق فكان حبا من ورق و لم يورثني الا طيفاً مسترق و بعضا من أرق   .

يا سيدتي  أشعلت رسائلنا القديمة و قصاصات الورق ، ما أرسلته و ما لم أرسل ، فقد كاد البرد يفترسني ، برد الوحدة ، و أردت ان أشعل نار المدفأة ، فلم أجد نارا أكثر دفئا من ورقك ، فأحرقتك ورقا فخرجتي لي من النار طيفا من دخان ، و أشعلتي القلب نارا من جديد و لكن في هذا الموسم لم يولد الفينيق و خبت النار و باتت رماد .

وداعا يا سيدتي فقد كنت أنت المحيا و أنت الممات ...و لكن هذا القلب قد مات فأقيمي عليه الضريح و اكتبي عليه " كان على هذا القلب ما يستحق الحياة " و أعدي له الأرض كي يستريح فقد أحبك حتى التعب .
.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق