الجمعة، 25 نوفمبر 2016

عن العصيان المدني أو الاضراب العام #السودان_عصيان_مدني_27_نوفمبر

" لا أظن أن أي حديث عن عصيان مدني في السودان سيكون لديه تأثير ، قطاع الخدمة المدنية المعني به مسيس بالكامل للنظام و يمكن السيطرة عليه بسهولة .
عدا ذلك نحن أمام قطاعات فئوية تتراوح أعمار غالبية منسوبيها بين 40 _ 60 و هؤلاء لن يضربوا لسبب أن نقاباتهم و ممثليهم كلهم جبهة إسلامية .
إقترحت قبلا و أعيده مرة أخرى ، قطاعات الشباب يجب عليها التحرك في ثلاثة مسارات مختلفة ، الأول تشكيل وحدات الأحياء السكنية.
الثاني تفعيل و تنظيم وقفات إحتجاجية فقط لموضوع الدواء ، الثالث و هي مهمة الأحزاب في الغالب مخاطبة المواطنين في الأسواق تعبئتهم ضد النظام .
الوصول لمظاهرات منظمة و مخطط لها و بتنسيق بين الأحياء لن يتم إلا بنقل الروح العامة من التضامن للفعل الإحتجاجي و من ثم تطويره للتظاهر .
الوقفات الإحتجاجية ليست موضوعا ضخما ، 50 شخص مثلا بلافتات تحمل شعارات معينة لمدة زمنية قصيرة و بيانات بسيطة توضح الفكرة ، هذا كل ما في الأمر.
الأهم من كل هذا ، حماية الوقفة بتوزيع فرق مراقبة بعيدة عن الحدث تراقب تحرك الأجهزة الأمنية لمنع إعتقال أي فرد و ضمان السلامة للمشاركين ." - مازن الأمير

مازن الأمير وضح صعوبة القيام بعصيان مدني أو الاضراب العام في وضعنا الحالي ، انا حاتكلم شوية عن ماهية الاضراب و العصيان المدني نفسه.

نقتبس من نعوم تشومسكي المقتبس من ديفيد هيوم :
Noam Chomsky:
" Well, I think the real optimistic element in the book is the Condorcet quote about power really being in the hands of the masses if they take it. In the mind, and in fact that goes back to and he was probably quoting David Hume, who in “The First Principles of Government” makes that point very clearly. He says it’s surprising to see the easiness with which the great mass of the population is subordinate to their governors, because power is in the hands of the governed, and if we inquire into the means by which this wonder is achieved we see that it is by consent alone that the powerful are able to govern. Meaning that if the governed refused to consent, to use your words, the game is over."


ملخص الاقتباس انه العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي علاقة في أبسط و أوضح صفاتها انها علاقة مبنية على الموافقة بعد داك تشكيل الموافقة ..
و كيف تم الحصول عليها دي تعقيدات تانية. علاقة القوة أو السلطة في أساسها هي علاقة موافقة بي حيث المجتمع كجسم عنده أداة تمثله هي الدولة..نائبة عنه في مواجهة مع المجتمع نفسه كأفراد يعني في النهاية بتتحول لي علاقة فرد بي فرد.

الاضراب هو التوقف عن العمل بصورة مقصودة بي بساطة جدا ، و بيتم من قبل مجموعة من الأُجراء و بيتوجه ضد رب العمل لي أسباب مختلفة.
في حالة انه الاضراب تم من المجموعة العاملة لدى الدولة ، هنا الدولة حتكون رب العمل.هنا بيتم ارجاع العلاقة بين الحاكم و المحكوم لي حقيقتها..الأولية و الجوهرية،علاقة الموافقة. هنا بيتم مسائلة علاقة القوة ومكانها، وين السلطة الحقيقية، هنا بيتم محاولة لنقل القوة من الأداة للمجموعة،من الدولة للمجتمع من جديد بي مقاومة الموافقة برفض اطاعة السلطة. و بي عبارة أخرى نوع من العصيان المدني.

أثر اضراب فئة اجتماعية أو مهنية في الدولة، بالاضافة لي انه بيعطل خدمة ما و بيشلها و بيخلي في طرف متضرر فغيابها بخليه يحس بي أهمية الفئة دي.
الفئة المعينة هنا مفروض تسوق لي قضيتها بحيث انه يتفهم هي ليه توقفت عن العمل، لو قدرت تكسب الفئات المتضررة معاها موقف الاضراب بيقوى.

مقابل استعادة علاقة القوة القديمة ، رب العمل (الدولة) حيضطر انه يتنازل و يلبي طلبات الفئة المضربة. اذا رفضت الدولة و اتدخلت فئات أكتر..و نفذت اضرابات والمسألة اتطورت ممكن تصل حد تشل فيه الأداة المكتسبة قوتها من الموافقة، في الحالة دي الدولة بتتشل تماما و دا العصيان المدني.
أو الاضراب العام، التعريفات متداخلة في الموضوع دا ، في تعريفات للعصيان المدني ما بالضرورة انه الاضراب العام ، لكن أي فعل جماعي مخالف للقانون في حدود مطالبة معينة و بيتم اللجوء ليه بعد استنفاذ كل الوسائل القانونية المتاحة. في تعريفات تانية بتحصر العصيان المدني على احتلال مساحة عامة.
الأمثلة للعصيان المدني منها حركة غاندي لرفض قوانين في الهند و تاني الحركة نفسها للاستقلال من الاستعمار البريطاني و كان متمثلة في موضوع الملح.
الحكومة البريطانية كانت بتفرض ضريبة على انتاج الملح ، غاندي كان عمل مسيرة الى منطقة داندي لانتاج الملح دون دفع ضريبة أثناء مسيرته انضم ليه عدد كبير من الهنود و الموضوع دا أدى لي احتكاك مع الحكومة المستعمرة واعتقاله و بروز حركة احتجاج واسعة بعد عدد من الأحداث انتهت باستقلال الهند.
من الأمثلة برضو حركة الحقوق المدنية في أمريكا ، مارتن لوثر كنغ و النضال ضد القوانين بصورة جماعية، من قوانين الفصل العنصري الى حق التصويت.

الفكرة بيكون في مطلب بسيط و واضح ، بيطالب بيه المتضرر و لمن ما يلقى تجاوب بينقل الصراع لي مخالفة القانون المعين بصورة مباشرة و جماعية.

تشومسكي بيقول انه الدولة عندها القدرة و السلطة انها تحدد ما هو قانوني ، لكن السلطة ما بترادف دائما العدل أو الحق.

التعريف المرتبط في أذهان السودانيين عن العصيان المدني هو الاضراب العام ، و دا التم في ثورة أكتوبر 1964 و انتفاضة مارس أبريل .1985
ممكن تلقوا تفاصيل أكتر عنها في سلسلة التغريدات دي : https://twitter.com/MKMBHS/status/452703262870106112
نختم ب
Servan:
" The ideas of crime and punishment must be strongly linked and follow one another without interruption ... when you have thus formed the chain of ideas in the heads of your citizens, you will then be able to pride yourselves on guiding them and being their masters. A stupid despot may constrain his slaves with iron chains; but a true politician binds them even more strongly by the chain of their own ideas; it is at the stable point of reason that he secures the end of the chain; this link is all the stronger in that we do not know of what it is made and we believe it to be our own work; despair and time eat away the bonds of iron and steel, but they are powerless against the habitual union of ideas, they can only tighten it still more; and on the soft fibers of the brain is founded the unshakable base of the soundest of Empires"
في قصة بتتحكي عن انه سمكتين في بحر و لاقوا سمكة سلمت عليهم و قالت ليهم : صباح الخير ، كيف الموية الليلة ؟؟ . بعد داك السمكتين سبحوا مسافة و اتلفتت واحدة على التانية و قالت ليها : الموية دي شنو ؟؟؟. الأشياء المأخودة انها الطبيعي هي سلسلة الأفكار الاتكلم عنها Servan فوق و انها السلسلة الما بتتأثر بالصدأ و ما بتضعف و بيقوها الناس براهم. هي السلسلة البتحكم حياتهم و تتحكم فيها ، الاضراب ميزته الأساسية انه بيقول للسمك كيف الموية الليلة ؟ ، و السمك ببدأ يسأل الموية دي شنو ؟ ، السؤال دا لمن يتجاوب بيفتح اسئلة كتير بتشكل وعي و بتشكل فرصة لي عمل تغيير في معادلة السلطة القائمة بي علاقاتها و توازناتها.

من ناحية نظرية التسلسل الطبيعي بكون تظاهر نقابات و هيئات مهنية و بعدها بيتم اعلان عصيان مدني(اضراب عام) و بعد داك بيتم التظاهر من داخل الاحياء و بتنتهي المسألة بانحياز الجيش للشعب و سقوط النظام ، المسألة دي نظريا صعبة ، بس بنقول من الجماهير و اليها نتعلم منها و نشارك بالبنقدر عليه و المسألة ما تكون تنظير و احباط لكن زي ما بقول غرامشي " تشاؤم الفكر و تفاؤل الارادة" ف #السودان_عصيان_مدني_27_نوفبر.

و نريد الأحد على شاكلة : " كان المكان صامتًا، لا كما تنعدم الضجة، ولكن كأن النطق لم يُخلق بعد! " - الطيب صالح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق