السبت، 11 مايو 2019

قراءات في شعر حميد

‏حميد قال "الطين مكفن بالملح" و دي من معجزات الوصف البليغ.
غير انه التشبيه الظاهري للملح بلونه الأبيض زي الكفن، وجود الملح في الطين بيعلن موته لانه تاني ما بيصلح للزراعة.
‏"شاخن قرى و باخن مدن"
قدرته على فهم و تصوير المدن و القرى على انها كائنات ليها مشاعر حاجة مذهلة ، انه القرية ما الطوب و الشوارع ولا جمادات بس، انه هي مجموع تفاعل البيئة و المجتمع و العلاقات الاقتصادية و تطورها و انها بتشيخ و بتبيخ.

"‏وبدت تشك كل الغصون متعففة و متأففة
من طيرة خانت جنسها وباعت معزة نفسها
و برت الصقور المترفة شقيش تغور تنضنبه و شقيش ترك"
اها دا الإقصاء من الطبيعة و إليها

‏حميد استخدم وصف "البرندات الوسيمة" في لا البرندات الوسيمة و لا الأسامي الأجنبية تمحي من عيني ملامحك و انت جاية المغربية. 
 معلقة في راسي الفكرة تداخل العنصر المعماري مع الثقافي مع الاجتماعي مع الجمالي مع الوظيفي اذا مسكت بس البرندة.
‏ذكرني مقطع قريته عند هارفي كان مقتبس فيه واحد، عن انه الانسان في تعامله مع الطبيعة في البدء الطبيعة بتشكل مدى الخيارات المتاحة ليه في زمن معين لكن الثقافة بعد داك بتعيد تشكيل الطبيعة كرد فعل للخيارات المتاحة دي، عشان الطبيعة المعاد تشكيلها تقدم خيارات جديدة لاعادة انتاج الثقافة. 
‏فقال انه التغييرات في طريقة انتاج و اعادة انتاج المعيشة مفروض تتحلل على ضوء التغيرات ما بس في العلاقات الاجتماعية لكن العلاقات البيئية برضو باعتبارهم مرتبطات ديالكتيكيا. 
‏ففي قصيدة حميد البرندة رغم انها وسيمة (قيمة جمالية) و عندها قيمة وظيفية بيئية، لكن كانت بتمثل رمزية او اداة تغريب ثقافي بالمعنى الماركسي لل'تغريب'. حتى كان صفاها مع 'تفاهات الحضارة' و 'الأسامي الأجنبية' و 'البنوك المخملية' و 'عفاريت المدينة' و تاني عنصر معماري 'العمارات السوامق'.

‏العمارات السوامق ذاتو استخدمها كرمزية لي التوسع العمراني المبني على الفروق الطبقية فقال : لا العمارات السوامق فوق ضهر ناسا فقارى' و ' لا الهتاف الفاوة ضارى غطى بالي من الفوارق' 
‏تاني لمن جا يتكلم عن التغريب كرر نفيه للصورة : لا ها صورتك دي البترقش نادية فوق صدر الجرايد. و رجع الصورة الرمزية لي أرتباطها البيئي في ' انت يا الفي إطن الصحارى شفع العرب الفتارى' ترابط الانساني مع البيئي . ' انت في الغابة اليصارع جوفو للآهات تلكي' نفس الشي تاني.

‏'انت غيمة شديرة خيمة' تبعها طوالي ب 'انت جاهنا و التقا الطلقت وشينا فرقت غُمة جباهنا فرجت في الحارة ضيقنا فرحت شفع فريقنا و المواعين الحزينة' 
بي النقلة دي و اعادة توحيد الانسان مع بيئته على مستوى علاقاته الاجتماعية و البيئية بيقدر يتحرر من التغريب البيخلقه نمط الانتاج الرأسمالي.

"
ﻻ ﺑﺪَّ ﻳﺠﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺰﻣﻦ 
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﺮَّﻗﻨﺎ
ﻭﺇﺫﻥ 
ﻻﺑﺪَّ ﻭﺇﻥ
ﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻯ
ﺗﺮﺣﻞ ﺻﻬﺎﺩﻳﺐ ﺍﻟﻤﺤﻦ
ﻳﻨﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﻦ
ﻣﻜﻦ
ﻃﻴَّﺐ ﺧﻼﻧﺎ ﺍﻹﻧﻤﻜﻦ
ﺗﻀﺤﻚ ﻋﺘﺎﻣﻴﺮﻭ
ﺍﻟﺒﻜﻦ
ﻳﺨﻀﺮ ﺣﺸﺎﻫﺎ ﺍﻹﻧﺸﻮﻯ
ﻭﺩﻱ ﻟﻠﺮﻋﻴﺔ ﻳﻌﺸِّﺒَﻦ
ﺗﻠﺪ ﺍﻟﺴﻌﻴﺔ ﻳﺠﻲ ﺍﻟﻠﺒﻦ
ﻟﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻮﻃﻦ
ﺻﻔَّﺮ ﻗﻤﺢ ,,, ﺩﻧﺪﺡ ﺩﺧﻦ
ﺑﺪَّﻉ ﺻﻤﻎ .. ﻓﻘَّﻊ ﻗﻄﻦ
ﻭﺩَّﻥ ﺳﻔﻦ .. ﺟﺎﺑﻦ ﺳﻔﻦ
ﻻ ﺻﺮﻣﺔ ﻻ ﺑﻴﺘﺔ ﻗﻮﻯ
ﻟﻴﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺢ ﻭﺇﻧﻄﻮﻯ
ﺣﺴَّﻦ ﻗﺮﻯ .. ﻭﺭﻗﺼﻦ ﻣﺪﻥ
ﺃﺑﻨﻮﺱ ﻭﻧﺨﻠﺔ 
ﺳﻮﺍ ﺳﻮﺍ
ﻻ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﺳِﻮﻯ
ﺗﺤﺮِﺱ ﺿﻬﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺒﻦ"

‏‎دا برنامج اسعافي للحياة السودانية بي كل مكوناتها ترابط الانتاج صناعي و زراعي مع البيئة و مع الاستيراد و التصدير و الاكتفاء الغذائي و دا كله في النهاية بيظهر في انه القرية القبيل شاخت تحس و المدينة الباخت ترقص و وحدة النخلة مع الأبنوسة و حصر عمل البندقية (الجيش) في حراسة و حماية البلد من المآسي و الكوارث.

حميد كنز يستحق الدراسة بصورة جادة.

هناك تعليق واحد:

  1. صدقت ياهندسة طبعا يا عزيزي انا كنت زمان بطلع على محتواك بانتظام ومن معجبي تدويناتك من بداية 2014 اتمى ليك الخير والسعاده متابعك فيصل بسبب حبيت الهندسه ودخلتها هههه

    ردحذف