في حلقة
زجاجية..
القليل من
حبيبات السكر
التي لم تذُب جيداً..
يرتفع عصير
الليمون عبر الشفاطة ليمر عبر رحلة إلى شفتيها..
قطرة تسقط على
الأرضية الاسمنتية للمطعم الساحلي في الإسكندرية.. حيث الكثير من السياح والضجيج..
على جانب
كرسيها، تصل القطرة إلى مثواها الأخير.. ترتطم بالاسمنت، وتأخذ كامل استطالتها قبل أن تتطاير
وتتناثر..
على بعد
سنتميترات قليلة، تبدأ النملة رحلتها.. من بين كل المرات التي يقودها فيها حدسها
نحو الغذاء، كانت هذه المرة مختلفة..
تحركت النملة
نحو مكان حادث السقوط، وقامت برسم مكان السقوط بقرني الاستشعار، وبعدها عادت إلى
المملكة لتسليم تقريرها إلى رئيسها المباشر..
أكملت الفتاة
عصير الليمون وغادرت المطعم.. الفتاة من بلدة في ريف السودان، كان والدها ترزي
حريمي من الأشهر في العاصمة، كان محله ممتلئاً بالزبائن والأقمشة من أفخم
الأنواع..
عادت النملة
لمحاولة تحديد نسبةالجلكوز في بقعة السقوط.. بعد أخذ العينات الأولية والعديد من
الفحوصات تبين أن السكر الموجود ذو نسبة عالية ولكن به مادة مجهولة..
قرر المعمل
إرسال التقرير للرئاسة لبدء عمليات الحفر في مكان الحادث، كانت نقلة اقتصادية
كبيرة للمملكة.. فقد قرر الأمريكان أن ينقبوا عن النفط في الحجاز..
جلس أحد
الأمراء مع مهندس أمريكي وتجاذبا أطراف الحديث عن فلوريدا وجدة والساحل الشرقي حيث
مدينة الخبر..
في العام التالي..
عادت الفتاة ليلى مرة أخرى إلى نفس المطعم، وتفاجئت بعدم السماح لها بالدخول..
جاء الملك
بنفسه في زيارة سريعة للاسكندرية، وتم غلق الساحل بالكامل..
وجد النمل قبل
عام مادة غريبة، وبعد إجراء المزيد من الفحوصات.. توصلوا إلى ضرورة تغيير الأغذية
المختلطة بالسكر والتوجه نحو مواد أكثر استدامة وصديقة للبيئة..
بعد مائة
عام..
أدى اكتشاف
النمل للسكر واكتشاف البشر للنفط إلى فناء الجنس البشري..
والحياة
بشكلها المعتاد على الكوكب..
النمل لم
يوافق على التخلي عن السكر.. وفي نهاية المطاف عانى نفس مصير البشر..
تلك الفتاة
السودانية، كانت تدعى ليلى السيد حسان.. طالبة في جامعة الاسكندرية..
ذهبت للمرة
الأولى للمطعم لتقود ثورة التغيير البيئي في مملكة النمل، عن طريق الصدفة.. فأهدت
الوجود المعركة.. بين نشطاء البيئة والملك الحجازي الذي أغلق الساحل بأكمله..
وبعد
الاحتجاجات والمظاهرات اضطر الوفد الحجازي لمغادرة المكان..
الانتصار لم
يكن لحرية التنقل فقط.. بل اعتبره البيئيون ضربة أخرى للقوى المثبطة لعملية التحول
نحو المصادر النظيفة للطاقة..
جلس حسن في
النهاية المقابلة للطاولة التي جلست عليها ليلى..
....
....
.....
....
.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق