الجمعة، 28 مارس 2014
الأربعاء، 26 مارس 2014
خربشات في ذاكرة طالب كلية الهندسة جامعة الخرطوم - السنة الثانية
توقفت وقت طويل عن اكمال هذه الحلقات التوثيقية لفترة الجامعة ، و لكن أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي ، في هذا الجزء سأتناول أحداث السنة الثانية في الجامعة 2008-2009. الجامعة في نظري مقسمة الى ثلاث سنين أولية ، أولى جامعة ، ثانية جامعة - أولى الكلية ، ثالثة جامعة - أولى القسم .
وفقا للتصنيف أعلاه كانت هذه السنة هي السنة الاولى لنا في كلية الهندسة ، مناهج الدراسة الخاصة بالهندسة و خلافه ، أكبر هواجس هذه السنة كان ما يعرف بالرسم الهندسي - Engineering Drawing ، الدروس الأولية لم تكن بتلك الصعوبة تحديدا لشخص أخذ مادة الهندسية في المرحلة الثانوية كمادة اختيارية متخصصة للدخول الى الكليات الهندسية ، مشكلة الزمن و تعامل مساعدي التدريس صعب من المسألة كثيرا ، وجود شخصية قوية ك " دينا بلال " ، صارمة جدا على رأس هذه المادة صعب من المهمة أيضا ، قام أحد طلاب مدنية في احدى المحاضرات بصوت مستفز لدينا بلال ، و بما أننا كطلاب هندسة ميكانيكية كنا في نفس المجموعة فوقعنا ضحية ذلك التصرف من ذلك الطالب ، و بدأت معاملات مساعدي التدريس في عكس توجيهات دينا بلال في التعامل السئ معنا ، و بدأت معاناتنا مع مساعدي التدريس ، خصوصا رئيسهم " سالم " ، أكبر حادثة في تلك السنة كانت حادثة " المرسم " كما ندعوها في دفعتنا ، و كانت تفاصيلها كالآتي ، في يوم من الأيام تأخر مساعدي التدريس عن الحضور للمرسم حتى الساعة 9 صباحا أي ساعة كاملة و المرسم زمنه 3 ساعات و لم يكن يكفي مع الشرح و القطوعات بالاسئلة و خلافه ، فما بالك بأن يتقلص الى ساعتين فقط ، فوقفنا كدفعة للمرة الأولى و قررنا عدم الدخول الى المرسم حتى و ان جاء مساعدي التدريس الآن ، و فعلا البعض ذهب لبيوتهم و جزء ذهب للكافتريا و البقية وقفت منتظرة تحت المرسم ، و بعد زمن قصير وصل مساعدوا التدريس و طلبوا منا الصعود الى المرسم فرفضنا ، فأرسلوا لنا " كفاح " و كانت شخصية قوية ، متوازنة بين الحزم و اللين ، دقيقة في اجاباتها ، تحظى باحترام الدفعة نوعا ما ، و فعلا تفاوض معها أحد زملائنا و عاد ليخبرنا أن نصعد و الا سنعطى صفرا في المرسم ، فاختلف الجمع بين مؤيد و معارض و أثناء هذا النقاش صعد 7 من الدفعة من دون انتظار حسم القرار داخليا ، فالبتالي اضطر البقية الى الصعود على مضض و كانت أطول خطوات في حياتي ، مع كل عتبة سلم ، أشعر أنني أتألم ، الشعور بالخيانة و توقع ما سينتظرنا في الأعلى من مساعدي التدريس جعل الأمر صعبا جدا ، و فعلا عند دخولنا المرسم ، وجدنا مساعد التدريس " سالم " واضعا قدميه فوق بعضهما في أعلى الدرج مما جعل أسفل حذائه يقابل أوجهنا ، في منظر لن أنساه ما حييت ، و انتهت الحادثة ، و بعدها عدنا الى بيوتنا و في اليوم التالي حدثت مشادات كثيرة بين أفراد الدفعة و كنت قد تكلمت عن الموضوع في الفيسبوك و دعوت عقد اجتماع للدفعة لمناقشة الأمر ، و بالفعل تم عقد اجتماع و اعتذر الجميع و اتفقنا على تكوين أسرة في الحال ، لجعل القرار جماعي و مركز في رئاسة الأسرة ، و بالفعل عقدت الانتخابات و انتخبت أمينا رياضيا بحكم منصبي كمدرب للفريق و بطل بطولة المستوى الاول . الأسرة كان لها مفعول السحر ، قامت بتنظيم الشؤون الأكاديمية و الثقافية ، أغلبية عضويتها مع السنة الثالثة انتخبت في الجمعية الميكانيكية .
أولى مهام الأسرة كان حسم اسباب الخلاف السابق و وضع قوانين للدفعة لضمان عدم تكرار الحادثة ، و قد كان و بعد ذلك قامت بتنظيم مسألة تصوير التيتوريلات عن طريق صندوق اشتراكات شهري ، و هي الفكرة التي استمرت حتى تخرجنا من الجامعة ، التحدي الذي تلى ذلك كان مسألة تنظيم استقبال لطلاب السنة الأولى ، و كان النقاش الداخلي أولا لماذا نستقبل طلاب السنة الجديدة فلم يستقبلنا أحد ، و لكن حسم الأمر أخيرا بضرورة قيام هذا الأمر على الأقل لضمان عدم حدوثه مجددا ، و كانت أولى خطوات تميز هذه الدفعة ، بتفكيرها البعيد عن الأنانية دوما ، و تم تنظيم استقبال مميز و مختلف عن استقبال الجمعية الميكانيكية ، فركزنا على ضرورة التعريف بانجازاتنا في المستوى الاول و نقلها لهم حتى يسيروا على الدرب و أيضا ضرورة تعريفهم المرافق الأساسية فعملنا صور و خرطة باستخدام Google Earth ، و نجح البرنامج جدا و كانت ثاني الفعاليات التي قامت بها الأسرة بعد حسم الأمور الداخلية .
الجانب الرياضي كان جيدا أيضا فقد لعبنا عدة مباريات ودية ، أبرزها كان مع مدنية ، فقد شكوا أنهم ظلموا في المباراة النهائية و يريدون مباراة لحسم الأمور و فعلا كان لهم ما أرادوا و لكن هزمناهم بهدفين دون مقابل لنؤكد أحقيتنا بالفوز باللقب ، لعبنا أيضا أمام مساحة و هزمناهم في مباراة مثيرة تأخرنا فيها و عدنا و قلبنا الطاولة . في نفس الوقت شهدت الكلية دوري الأقسام ، لم نؤخذ بعين الاعتبار و المنتخب الميكانيكي تمكن فقط من الوصول الى دور الأربعة بأعجوبة و خرج بعدها من البطولة . منتخب هندسة تقريبا لم يتقدم للنهائي في تلك السنة و لم يقدم مستويات تليق بوصيف النسخة السابقة و لكن ظل التشجيع في قمته كالعادة .
في النواحي السياسية ، شهدنا انتخابات للمرة الاولى في الجامعة ففي السنة الأولى لم تقم الانتخابات ، و بدأت أركان النقاش تكثر في الكليات و شهدت الجامعة حراكا سياسيا جيد نوعا ما ، فأذكر أطرف مخاطبة كانت للتحالف بقيادة وائل طه في اللبخة ، كانت مختصرة و مضحكة جدا ، كان متحدث لبق جدا ، و طريف و يجذب اهتمامك منذ اللحظة الأولى ، و لكن في نهاية الأمر وجد اتفاق الى اسقاط النصاب بالامتناع عن التصويت و بالفعل نجح التحالف و أنصار السنة في اسقاط النصاب و انتهت تلك السنة دون اتحاد ان لم تخني الذاكرة .
عدم وجود اتحاد أضر بالروابط و مسألة شرعيتها ، و لكن الجمعية الهندسية كونت لجنة تسيرية ، لوجود حدث هام قادم في الكلية ، و هو اسبوع المهندس و الذي يحتاج التمويل و المسائل المالية التي لا تتم الى عبر الجمعية الهندسية ، كان اسبوع المهندس ال13 هو أكبر حدث نشهده منذ دخولنا الجامعة ، في المسائل التنظيمية كنا مهمشين تقريبا ، و في مسائل العرض تم اخبارنا أنهم يحتاجون الى عارضين في المسبك فقط ، فلم نهتم كثيرا و لكن مع قدوم الاسبوع حدثت المشكلة ، تم قرار سفر طلاب المستوى الرابع الى سنار ، الأمر الذي ضرب بمجهود الجمعية الميكانيكية لتنظيم معارض ميكانيكا عرض الحائط و بدأ التخبط و تم اللجوء الينا بالفعل و بصورة سريعة تم تدريب العديد من دفعتنا لسد الفراغ الذي تركه طلاب المستوى الرابع ، حيث الأسبوع يكون قائم على عاتقهم ، و لكن تقدم طلاب دفعتنا و كالعادة قدموا أداء متميزا و ارتقوا الى مستوى التحدي و كان اسبوعا جميلا ، لم أشارك فيه الا من اليوم الثالث في معرض الآلات و أكملت حتى نهاية الاسبوع ، و كانت تجربة متميزة حقا .
كانت هذه أبرز أحداث السنة الثانية و في الجزء القادم سأحاول أن أكمل السنة الثالثة ان شاء الله .
انتظروني

وفقا للتصنيف أعلاه كانت هذه السنة هي السنة الاولى لنا في كلية الهندسة ، مناهج الدراسة الخاصة بالهندسة و خلافه ، أكبر هواجس هذه السنة كان ما يعرف بالرسم الهندسي - Engineering Drawing ، الدروس الأولية لم تكن بتلك الصعوبة تحديدا لشخص أخذ مادة الهندسية في المرحلة الثانوية كمادة اختيارية متخصصة للدخول الى الكليات الهندسية ، مشكلة الزمن و تعامل مساعدي التدريس صعب من المسألة كثيرا ، وجود شخصية قوية ك " دينا بلال " ، صارمة جدا على رأس هذه المادة صعب من المهمة أيضا ، قام أحد طلاب مدنية في احدى المحاضرات بصوت مستفز لدينا بلال ، و بما أننا كطلاب هندسة ميكانيكية كنا في نفس المجموعة فوقعنا ضحية ذلك التصرف من ذلك الطالب ، و بدأت معاملات مساعدي التدريس في عكس توجيهات دينا بلال في التعامل السئ معنا ، و بدأت معاناتنا مع مساعدي التدريس ، خصوصا رئيسهم " سالم " ، أكبر حادثة في تلك السنة كانت حادثة " المرسم " كما ندعوها في دفعتنا ، و كانت تفاصيلها كالآتي ، في يوم من الأيام تأخر مساعدي التدريس عن الحضور للمرسم حتى الساعة 9 صباحا أي ساعة كاملة و المرسم زمنه 3 ساعات و لم يكن يكفي مع الشرح و القطوعات بالاسئلة و خلافه ، فما بالك بأن يتقلص الى ساعتين فقط ، فوقفنا كدفعة للمرة الأولى و قررنا عدم الدخول الى المرسم حتى و ان جاء مساعدي التدريس الآن ، و فعلا البعض ذهب لبيوتهم و جزء ذهب للكافتريا و البقية وقفت منتظرة تحت المرسم ، و بعد زمن قصير وصل مساعدوا التدريس و طلبوا منا الصعود الى المرسم فرفضنا ، فأرسلوا لنا " كفاح " و كانت شخصية قوية ، متوازنة بين الحزم و اللين ، دقيقة في اجاباتها ، تحظى باحترام الدفعة نوعا ما ، و فعلا تفاوض معها أحد زملائنا و عاد ليخبرنا أن نصعد و الا سنعطى صفرا في المرسم ، فاختلف الجمع بين مؤيد و معارض و أثناء هذا النقاش صعد 7 من الدفعة من دون انتظار حسم القرار داخليا ، فالبتالي اضطر البقية الى الصعود على مضض و كانت أطول خطوات في حياتي ، مع كل عتبة سلم ، أشعر أنني أتألم ، الشعور بالخيانة و توقع ما سينتظرنا في الأعلى من مساعدي التدريس جعل الأمر صعبا جدا ، و فعلا عند دخولنا المرسم ، وجدنا مساعد التدريس " سالم " واضعا قدميه فوق بعضهما في أعلى الدرج مما جعل أسفل حذائه يقابل أوجهنا ، في منظر لن أنساه ما حييت ، و انتهت الحادثة ، و بعدها عدنا الى بيوتنا و في اليوم التالي حدثت مشادات كثيرة بين أفراد الدفعة و كنت قد تكلمت عن الموضوع في الفيسبوك و دعوت عقد اجتماع للدفعة لمناقشة الأمر ، و بالفعل تم عقد اجتماع و اعتذر الجميع و اتفقنا على تكوين أسرة في الحال ، لجعل القرار جماعي و مركز في رئاسة الأسرة ، و بالفعل عقدت الانتخابات و انتخبت أمينا رياضيا بحكم منصبي كمدرب للفريق و بطل بطولة المستوى الاول . الأسرة كان لها مفعول السحر ، قامت بتنظيم الشؤون الأكاديمية و الثقافية ، أغلبية عضويتها مع السنة الثالثة انتخبت في الجمعية الميكانيكية .
أولى مهام الأسرة كان حسم اسباب الخلاف السابق و وضع قوانين للدفعة لضمان عدم تكرار الحادثة ، و قد كان و بعد ذلك قامت بتنظيم مسألة تصوير التيتوريلات عن طريق صندوق اشتراكات شهري ، و هي الفكرة التي استمرت حتى تخرجنا من الجامعة ، التحدي الذي تلى ذلك كان مسألة تنظيم استقبال لطلاب السنة الأولى ، و كان النقاش الداخلي أولا لماذا نستقبل طلاب السنة الجديدة فلم يستقبلنا أحد ، و لكن حسم الأمر أخيرا بضرورة قيام هذا الأمر على الأقل لضمان عدم حدوثه مجددا ، و كانت أولى خطوات تميز هذه الدفعة ، بتفكيرها البعيد عن الأنانية دوما ، و تم تنظيم استقبال مميز و مختلف عن استقبال الجمعية الميكانيكية ، فركزنا على ضرورة التعريف بانجازاتنا في المستوى الاول و نقلها لهم حتى يسيروا على الدرب و أيضا ضرورة تعريفهم المرافق الأساسية فعملنا صور و خرطة باستخدام Google Earth ، و نجح البرنامج جدا و كانت ثاني الفعاليات التي قامت بها الأسرة بعد حسم الأمور الداخلية .
الجانب الرياضي كان جيدا أيضا فقد لعبنا عدة مباريات ودية ، أبرزها كان مع مدنية ، فقد شكوا أنهم ظلموا في المباراة النهائية و يريدون مباراة لحسم الأمور و فعلا كان لهم ما أرادوا و لكن هزمناهم بهدفين دون مقابل لنؤكد أحقيتنا بالفوز باللقب ، لعبنا أيضا أمام مساحة و هزمناهم في مباراة مثيرة تأخرنا فيها و عدنا و قلبنا الطاولة . في نفس الوقت شهدت الكلية دوري الأقسام ، لم نؤخذ بعين الاعتبار و المنتخب الميكانيكي تمكن فقط من الوصول الى دور الأربعة بأعجوبة و خرج بعدها من البطولة . منتخب هندسة تقريبا لم يتقدم للنهائي في تلك السنة و لم يقدم مستويات تليق بوصيف النسخة السابقة و لكن ظل التشجيع في قمته كالعادة .
في النواحي السياسية ، شهدنا انتخابات للمرة الاولى في الجامعة ففي السنة الأولى لم تقم الانتخابات ، و بدأت أركان النقاش تكثر في الكليات و شهدت الجامعة حراكا سياسيا جيد نوعا ما ، فأذكر أطرف مخاطبة كانت للتحالف بقيادة وائل طه في اللبخة ، كانت مختصرة و مضحكة جدا ، كان متحدث لبق جدا ، و طريف و يجذب اهتمامك منذ اللحظة الأولى ، و لكن في نهاية الأمر وجد اتفاق الى اسقاط النصاب بالامتناع عن التصويت و بالفعل نجح التحالف و أنصار السنة في اسقاط النصاب و انتهت تلك السنة دون اتحاد ان لم تخني الذاكرة .
عدم وجود اتحاد أضر بالروابط و مسألة شرعيتها ، و لكن الجمعية الهندسية كونت لجنة تسيرية ، لوجود حدث هام قادم في الكلية ، و هو اسبوع المهندس و الذي يحتاج التمويل و المسائل المالية التي لا تتم الى عبر الجمعية الهندسية ، كان اسبوع المهندس ال13 هو أكبر حدث نشهده منذ دخولنا الجامعة ، في المسائل التنظيمية كنا مهمشين تقريبا ، و في مسائل العرض تم اخبارنا أنهم يحتاجون الى عارضين في المسبك فقط ، فلم نهتم كثيرا و لكن مع قدوم الاسبوع حدثت المشكلة ، تم قرار سفر طلاب المستوى الرابع الى سنار ، الأمر الذي ضرب بمجهود الجمعية الميكانيكية لتنظيم معارض ميكانيكا عرض الحائط و بدأ التخبط و تم اللجوء الينا بالفعل و بصورة سريعة تم تدريب العديد من دفعتنا لسد الفراغ الذي تركه طلاب المستوى الرابع ، حيث الأسبوع يكون قائم على عاتقهم ، و لكن تقدم طلاب دفعتنا و كالعادة قدموا أداء متميزا و ارتقوا الى مستوى التحدي و كان اسبوعا جميلا ، لم أشارك فيه الا من اليوم الثالث في معرض الآلات و أكملت حتى نهاية الاسبوع ، و كانت تجربة متميزة حقا .
كانت هذه أبرز أحداث السنة الثانية و في الجزء القادم سأحاول أن أكمل السنة الثالثة ان شاء الله .
انتظروني

الاشتراك في:
الرسائل (Atom)