الخميس، 6 أكتوبر 2016

عن الإضراب

Servan:
" The ideas of crime and punishment must be strongly linked and follow one another without interruption ... when you have thus formed the chain of ideas in the heads of your citizens, you will then be able to pride yourselves on guiding them and being their masters. A stupid despot may constrain his slaves with iron chains; but a true politician binds them even more strongly by the chain of their own ideas; it is at the stable point of reason that he secures the end of the chain; this link is all the stronger in that we do not know of what it is made and we believe it to be our own work; despair and time eat away the bonds of iron and steel, but they are powerless against the habitual union of ideas, they can only tighten it still more; and on the soft fibers of the brain is founded the unshakable base of the soundest of Empires" 

Noam Chomsky:
" Well, I think the real optimistic element in the book is the Condorcet quote about power really being in the hands of the masses if they take it. In the mind, and in fact that goes back to and he was probably quoting David Hume, who in “The First Principles of Government” makes that point very clearly. He says it’s surprising to see the easiness with which the great mass of the population is subordinate to their governors, because power is in the hands of the governed, and if we inquire into the means by which this wonder is achieved we see that it is by consent alone that the powerful are able to govern. Meaning that if the governed refused to consent, to use your words, the game is over."

طيب الاقتباسين الطويلات ديل ملخصهم انه العلاقة بين الحاكم و المحكوم هي علاقة في أبسط و أوضح صفاتها انها علاقة مبنية على الموافقة ، بعد داك تشكيل الموافقة و كيف تم الحصول عليها دي تعقيدات تانية. بس علاقة القوة أو السلطة في أساسها هي علاقة موافقة بي حيث المجتمع كجسم عنده أداة تمثله هي الدولة نائبة عنه في مواجهة مع المجتمع نفسه كأفراد يعني في النهاية بتتحول لي علاقة فرد بي فرد.
الاضراب : الاضراب هو التوقف عن العمل بصورة مقصودة بي بساطة جدا ، و بيتم من قبل مجموعة من الأُجراء و بيتوجه ضد رب العمل لي أسباب مختلفة. في حالة انه الاضراب تم من المجموعة العاملة لدى الدولة ، هنا الدولة حتكون رب العمل. و بالربط مع الفقرة الفوق ، هنا بيتم ارجاع و تبسيط العلاقة بين الحاكم و المحكوم لي حقيقتها الأولية و الجوهرية ، علاقة الموافقة ، هنا بيتم مسائلة علاقة القوة و مكانها ، وين السلطة الحقيقية ، هنا بيتم محاولة لنقل القوة من الأداة للمجموعة من جديد بي مقاومة الموافقة برفض اطاعة السلطة.
أثر اضراب فئة اجتماعية أو مهنية في الدولة ، بالاضافة لي انه بيعطل خدمة ما و بيشلها و بيخلي في طرف متضرر ، طرف مستفيد من الخدمة دي ، فغيابها بخليه يحس بي أهمية الفئة المعينة ، الفئة المعينة هنا مفروض تسوق لي قضيتها بصورة واضحة ، بحيث انه يتفهم هي ليه توقفت عن العمل ، و لو قدرت تكسب الفئات المتضررة معاها هنا موقف الاضراب بيقوى و قوته للضغط حتزيد. مقابل استعادة علاقة القوة القديمة ، رب العمل (الدولة) حيضطر انه يتنازل و يلبي طلبات الفئة المضربة. اذا رفضت الدولة و اتدخلت فئات أكتر و نفذت اضرابات و المسألة اتطورت ممكن تصل حد تشل فيه الأداة المكتسبة قوتها من الموافقة ، في الحالة دي بيكون الدولة اتشلت تماما و دا العصيان المدني.
في قصة بتتحكي عن انه سمكتين في بحر و لاقوا سمكة سلمت عليهم و قالت ليهم : صباح الخير ، كيف الموية الليلة ؟؟ . بعد داك السمكتين سبحوا مسافة و اتلفتت واحدة على التانية و قالت ليها : الموية دي شنو ؟؟؟. الأشياء المأخودة انها الطبيعي هي سلسلة الأفكار الاتكلم عنها Servan فوق و انها السلسلة الما بتتأثر بالصدأ و ما بتضعف و بيقوها الناس براهم. هي السلسلة البتحكم حياتهم و تتحكم فيها ، الاضراب ميزته الأساسية انه بيقول للسمك كيف الموية الليلة ؟ ، و السمك ببدأ يسأل الموية دي شنو ؟ ، السؤال دا لمن يتجاوب بيفتح اسئلة كتير بتشكل وعي و بتشكل فرصة لي عمل تغيير في معادلة السلطة القائمة بي علاقاتها و توازناتها.
الأطباء الليلة قاموا بي اضراب و بي مواقف واضحة و بي تضامن ممتاز من عدة فئات مهنية تانية ليها علاقة بالمجال الصحي و البعض خارج الحقل الصحي. الأطباء الحكومة سابتهم في مواجهة مباشرة مع الشارع من دون أدوات و من دون تدريب و من دون حماية ، الشارع بينظر انه التقصير من نهاية السلسلة ، بعاين للطبيب و بيطلع فيه احباطه و حزنه و غضبه لأنه الكائن الموجود قدامه ، لكن لمن الطبيب يتوقف عن العمل عشان 1 2 3 ، و يوريها للشارع ، هنا الطبيب بيعيد صياغة السؤال لي وضعه الحقيقي ، سؤال التقصير الأساسي سببه شنو ؟ من هو المسؤول ، بيخلي المواطن في مواجهة الجهات التنفيذية ، بيخلي المواطن يسأل يعني شنو موية ؟.
في الختام بتمنى التوفيق لي أطباء السودان في اضرابهم و في انتزاع حقوقهم و حقوق المواطن السوداني في بيئة صحية تحترمه و تحترم الطبيب و تأهله و تساعده على تأدية عمله بي كفاءة عالية.